ألمانيا توافق على ترحيل شريحة من السوريين إلى بلادهم
نائب وزير الداخلية الألمانية: "نحو 90 سوريا يشتبه في أنهم من المتطرفين، موجودون في ألمانيا".
أعلن نائب وزير الداخلية الألمانية، هانس غيورغ أنغيلكه، أن بلاده ستسمح ابتداء من العام المقبل بترحيل شريحة محددة من سوريين إلى بلادهم، موضحاً أن الأمر يتعلق بمجرمين ومتورطين في أعمال تهدد الأمن الألماني.
وقال أنغيلكه، في مؤتمر صحفي أمس الجمعة، 11 من كانون الأول، إن “الحظر العام على الترحيل ستنتهي مدته في نهاية هذا العام” مضيفاً أن “الذين يرتكبون جرائم أو يسعون وراء أهداف إرهابية لإلحاق أذى خطير بدولتنا وشعبنا، يجب أن يغادروا البلاد وسوف يغادرون”.
وأضاف أنغيلكه، الذي ينوب عن الوزير هورست زيهوفر، الموجود في العزل بسبب فيروس كورونا المستجد، إن نحو 90 سوريا يشتبه في أنهم من المتطرفين، موجودون في ألمانيا، وفق ما نقلت “دوتشه فيله” الألمانية.
من جانبه، حذر الحزب الاشتراكي الديمقراطي من أن الوضع المحفوف بالمخاطر في سوريا لا يسمح بالدفاع عن عمليات الترحيل إليها، وذلك بعد فشل مساعيه في تمديد الحماية المطبقة منذ 2012 لستة أشهر أخرى.
وقال بوريس بيستوريوس من الحزب الاشتراكي الديمقراطي ووزير داخلية مقاطعة سكسونيا السفلى، إنه من الناحية العملية فإن إجراءات الترحيل إلى سوريا يمكن أن تبقى شبه مستحيلة “لعدم وجود مؤسسات دولة لدينا علاقات دبلوماسية معها”.
كما انتقد بشكل حاد رمزية أن تصبح ألمانيا التي استقبلت أكثر من مليون مهاجر، بينهم مئات آلاف السوريين، أول دولة في الاتحاد الأوروبي تقوم بإلغاء حظر الترحيل، وقال بيستوريوس “إنه وضع استثنائي لا نحتاج بالضرورة أن نفتخر به”.
وفي 22 من تشرين الأول الماضي، طالب وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، بمراجعة إمكانية الترحيل إلى سوريا، عقب هجوم طعن نفذه شاب سوري في مدينة دريسدن ضد ألمانيين.
وقال زيهوفر السياسي المنتمي إلى الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري حينها، إنه سيعمل بقوة من أجل إعادة النظر في عدم الترحيل إلى سوريا بسبب الوضع هناك، “لكن تقدير وزارة الخارجية لا يزال مختلفاً حتى الآن”.
ومنذ 2012 تطبق السلطات في ألمانيا وقف ترحيل اللاجئين السوريين، ويتم تمديد العمل به بصورة منتظمة، حيث أشارت تقارير متعاقبة صادرة عن الخارجية الألمانية خلال السنوات الماضية إلى أنه لا يوجد في سوريا منطقة يمكن للاجئين العائدين أن يشعروا فيها بالأمان.
وفي 11 من حزيران الماضي، قالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان، إن سوريا لا تزال مكاناً غير آمن بالنسبة للاجئين سواء بسبب الميليشيات العديدة ونقاط التفتيش التابعة لها أو الأسلحة الموجودة في يد هذه الميليشيات أو لدى النظام، الذي لا يزال يستخدمها بلا رحمة ضد الشعب السوري من خلال أجهزة الاستخبارات العديدة التابعة له”.
وأضاف بيان الخارجية الألمانية، أن تقييمها للوضع هناك “يسري أيضاً على ما يُقال إنها أجزاء آمنة داخل الأراضي السورية، فما زالت العمليات القتالية مستمرة هناك، وبصفة خاصة في إدلب والمناطق الشمالية من البلاد”.
وتشير أرقام الحكومة الألمانية إلى أن نحو 630 ألف سوري قدموا طلبات لجوء في ألمانيا منذ عام 2011، وحصل أغلبهم على حماية في ألمانيا.