واشنطن تربط إرسال مدرعات “برادلي” إلى سوريا بعدم تنسيق موسكو معها عسكرياً
ربطت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جيشها لمدرعاتٍ عسكرية في أيلول الماضي إلى شمال شرق سوريا، بالتواجد العسكري الروسي هناك وتسييره دوريات دون التنسيق معها، حيث شهدت المنطقة مطارداتٍ “هوليودية” بين عربات روسية وأخرى أمريكية.
وكشف قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال، كينيث ماكينزي، عن الأسباب التي دفعت واشنطن إلى إرسال مدرعات من نوع “أم 2 برادلي” إلى شمال شرقي سوريا في أيلول الماضي، مؤكداً أن التواجد الروسي هناك هو السبب.
وحمل ماكينزي، في حوار جرى معه خلال مؤتمر افتراضي، القوات الروسية المسؤولية عن تسيير دوريات خارج منطقة سيطرتها، دون التنسيق مع الجانب الأمريكي.
وتابع القائد الأعلى للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أن البنتاغون في هذه الظروف خلص إلى أن إرسال مدرعات “برادلي” إلى سوريا يمثل خطوة مناسبة.
وتنتشر القوات الأمريكية في عدد من القواعد العسكرية في شرقي وشمال شرقي سوريا في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وفي وقت سابق سجلت المنطقة عدة مناوشات ومطاردات بين القوات الأمريكية والروسية.
وكان أشد تلك المناوشات في آب الماضي حيث شهد شمال شرق سوريا احتكاكاً عسكرياً بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، باصطدام دورية روسية بعربة أمريكية، ما أدى إلى إصابة جنود أمريكيين.
وفي الشهر التالي للحادثة أرسلت واشنطن 6 مدرعات برادلي قتالية، وأقل من 100 جندي إضافي إلى شرق سوريا، وقالت وكالة “أسوشيتد برس” يومها، إن واشنطن أرسلت قوات إضافية ومدرعات، بعد عدد من الاشتباكات مع القوات الروسية.
ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية بيل أوربان، قوله إن الولايات المتحدة أرسلت أيضاً أنظمة رادار وزادت دوريات المقاتلات في سماء المنطقة لحماية قواتها وقوات التحالف، وأضاف أن “الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع أي دولة أخرى في سوريا، لكنها ستدافع عن قوات التحالف إذا لزم الأمر”.
وينتشر في سوريا بالمنطقة الغنية بالنفط التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- مئات الجنود الأمريكيين حيث أكدت واشنطن أنها ستبقي على أقل من ألف جندي أمريكي في سوريا، مرجحةً أن يكونوا “500 أو 600” من أجل الاستمرار في مكافحة داعش.
كما ينتشر الجيش الروسي الذي يدعم قوات النظام في مناطق عدة من شمال شرق سوريا، حيث يسير الجانبان (الأمريكي والروسي) دوريات في المنطقة.
وفي الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، نفى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وجود نية لسحب قواته من شمال شرق سوريا حالياً.