بشار الأسد يحابي علماء دمشق بالتحدث عن المثلية والرسوم المسيئة وفصل الدين عن الدولة
بشار الأسد لعلماء دمشق: "عدد من الذين خرجوا من المساجد في بداية الحرب هم من الملحدين الذين كانوا يهتفون.. الله أكبر"
أطلق رأس النظام مجموعة اتهامات ضد السوريين الذين خرجوا ضد نظام حكمه محاولا في ذات الوقت محاباة واسترضاء المؤسسة الدينية التي وقفت إلى جانبه خلال السنوات السابقة عبر تطمينات في عدة ملفات حساسة للمجتمع السوري أبرزها العلمانية والمثلية الجنسية وفصل الدين عن الدولة.
وقال رأس النظام بشار الأسد خلال الاجتماع الدوري الموسع الذي تعقده وزارة الأوقاف للعلماء والعالمات في جامع العثمان بدمشق أمس الإثنين، مخاطباً الحضور “أنتم تعرفون أن عدداً من الذين خرجوا من المساجد في بداية الحرب هم من الملحدين الذين كانوا يهتفون.. الله أكبر”
وأضاف أن “الذي تحدث بالتعصب والطائفية في بداية الحرب هم بمعظمهم من غير المؤمنين وإذا كان البعض منهم من التيار الديني فهم غالباً بالميول الإخونجية والذين تركوا البلد والحمد لله تخلصت من كل هؤلاء”.
وتطرق إلى إثارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قضية الرسوم المسيئة ودعا إلى الابتعاد عن الغضب والعصبية، معتبراً أن ماكرون “يريد إثارة هذه القضية لاستقطاب المصابين برهاب الإسلام في فرنسا لكسب أصواتهم في انتخابات العام القادم والأمر ذاته ينطبق على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تصدى لماكرون طمعاً في تعزيز شعبيته التي فقدها”، بحسب رأي رأس النظام.
وغمز رأس النظام بشكل مبطن ضد الثورة السورية الملقبة بثورة الكرامة، وقال إن “الرسول كان يعيش في زمن كانت تندلع الحروب من أجل الكرامة وتسيل الدماء لأجيال ومع ذلك هو تعامل دون أدنى اهتمام مع الذين حاولوا الإساءة له وإلقاء القاذورات عليه.. وكان هناك شعراء جاهليون تفننوا وأبدعوا في هجاء الرسول ولم يذكرهم ولا نعرف شيئا إلا القليل عن تلك المرحلة.. فالسؤال.. هل يجوز للمسلمين أن يتبعوا الرسول في العقيدة ويخالفوه في السلوك؟”
واعتبر أن الخطر على العقيدة والدين يأتي من الداخل وليس من الخارج وقال “إن هذا الخطر يبدأ بالتخلف والتطرف وبالتعصب وبعدم قدرة أبناء أو اتباع تلك العقيدة على التفكير السليم.. أما الإرهاب فأنا لم أتحدث عنه ولم أقل بأن الإرهاب يشكل خطراً لأن الإرهاب هو مجرد نتيجة وليس سبباً”.
وحاول العزف على وتر الإرهاب بالقول إن “الإرهاب ليس منتجاً إسلامياً.. هذا بديهي.. هو منتج لثغرات لها علاقة في المجتمع ولكن من يستغل هذه الثغرات هو المجتمع الغربي هو من حرض الإرهاب في هذه المنطقة والأهم من ذلك أن جزءا من الإرهاب الذي يضرب عندهم في أوروبا لا علاقة له بالإرهاب الموجود لدينا.. هم أدخلوا الفكر الوهابي فقط مقابل البترودولار.. مقابل أموال والآن يدفعون الثمن”.
وعلى الرغم من مسؤولية قواته عن مقتل مئات آلاف السوريين، حاضر الأسد عن حرمة القتل وقال “قتل الأبرياء أليس واحداً من الكبائر…عندما يقتل الأبرياء نبدأ فقط في حصار العراق في التسعينيات ولاحقاً غزوه في 2003 وصولاً إلى اليمن وليبيا وسوريا هل هذا من الكبائر؟ إذاً.. كيف للمسلم أن يغضب على كلام سفهاء لا يعني الرسول لو كان موجودا ولم يهتم به عندما كان حياً.. ولا يغضب من كبيرة من الكبائر؟ أين هي المظاهرات؟ أين هو الغضب؟ أين هي الأفعال للدفاع عن هؤلاء الأبرياء ولمنع هذه الكبائر؟”
وحاول رأس النظام محاباة المؤسسة الدينية التي تقف إلى جانبه عبر اتخاذ مجموعة مواقف مما أسماه بـ “الليبرالية الحديثة” وارتباط الدين والدولة وعدم الفصل بينهما وتفسير القرآن والتأكيد على أهمية تعليم الدين في المدارس ورفض المثلية الجنسية.
وألقى رأس النظام المسؤولية على “الليبرالية الحديثة”، في الترويج للمثلية الجنسية والتسويق لفكرة أن الطفل لا يختار دينه بنفسه وتقنين تعاطي أنواع من المخدرات وقال إن “الليبرالية الحديثة، التي بدأت تتطور منذ حوالي الخمسة عقود بشكل تدريجي وخبيث على مبدأ السرطان، تشبه الآن الحديث عن تسويق الديمقراطية بالنسبة لأمريكا.. يستخدمون الديمقراطية من أجل الهيمنة على الشعوب ويستخدمون حقوق الإنسان من أجل شن الحروب”.
واعتبر أن الهجوم الذي يحصل على الإسلام والطروحات الشاذة لا علاقة لها بالعلمانية وقال “هناك خلط بأن البعض يعتقد بأنه من متطلبات العلمانية أو جوهر العلمانية فصل الدين عن الدولة.. أيضاً هذا الكلام خاطئ.. لا يوجد أي علاقة بين العلمانية وفصل الدين عن الدولة لأن العلمانية هي حرية الأديان وهي احترام الأديان وهذا في صلب ديننا”.
كما حاول دغدغة عواطف المؤسسة الدينية بالقول: “كما نرى بأن مجتمعاتنا عقائدية وستبقى عقائدية لقرون إلى ما شاء الله والله أعلم لا نعرف.. ففصل الدين عن الدولة بالشكل الذي يطرح يعني فصل الدولة عن المجتمع”.
ويأتي حديث رأس النظام عن الدين والمساجد والأخلاق رغم الفظائع التي ارتكبتها قواته في حق ملايين السوريين من قتل واعتقال وتشريد وتهجير.
كما تجاهل رأس النظام مسؤولية قواته عن تدمير وتدنيس آلاف المساجد، فضلاً عن تعزيز حضور المليشيات الشيعية الموالية لإيران في البلاد.
ويسعى رأس النظام جاهداً إلى استغلال المؤسسة الدينية لتعزيز أركان حكمه وتبرير جرائمه وضمان بقائه في سدة الحكم.