مخاوف من تحويل الجنوب السوري إلى ميدان للانتقام.. إيران تتوعد إسرائيل لمقتل فخري زاده
الحرس الثوري الإيراني توعد إسرائيل بـ "انتقام قاس"
توعد الرئيس الإيراني حسن روحاني بالرد “في الوقت المناسب” على اغتيال العالِم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وسط مخاوف من أن تحول طهران الجنوب السوري إلى ساحة صراع انتقاماً لمقتل عالمها النووي.
وقال روحاني في اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا بالعاصمة طهران، السبت، إن “إسرائيل تقف وراء الاغتيال” وإن “الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدف إلى إثارة الفوضى قبل مغادرة منصبه”.
وأضاف أن “أعداء إيران يعرفون جيداً أن الشعب الإيراني ومسؤوليه شجعان ومصممون على عدم ترك جريمة القتل هذه دون رد. وسترد السلطات المختصة على هذه الجريمة في الوقت المناسب. شعبنا حكيم بما يكفي لعدم الوقوع في فخ النظام الصهيوني”، على حد وصفه.
بدوره، اتهم الحرس الثوري الإيراني إسرائيل بالوقوف وراء عملية اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، متوعداً بـ “انتقام قاس”.
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، في بيان متأخر، مساء الجمعة: “مثل هذه الجرائم لن تثني عزم وإرادة الإيرانيين(…) وسيتم الثأر والانتقام القاسي من الفاعلين”، وفق ما نقلت وكالة أنباء “إرنا” الإيرانية (رسمية).
واعتبر سلامي عملية اغتيال العالم النووي البارز “جريمة إرهابية من تخطيط وتوجيه الكيان الصهيوني”، وفق تعبيره.
وقال، حسين دهقان، المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، عبر حسابه على تويتر “سنضرب مثل البرق قتلة هذا الشهيد وسنجعلهم يندمون على فعلتهم”.
وأضاف “في الأيام الأخيرة من الحياة السياسية لحليفهم (ترامب) يسعى الصهاينة إلى تكثيف الضغط على إيران وإشعال فتيل حرب شاملة”.
في حين اعتبر نائب الأمين العام لمليشيا حزب الله اللبنانية، نعيم قاسم الجمعة، في مقابلة مع تلفزيون المنار، أن “الرد على اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده بيد إيران”.
ويسود تخوف من أن تحول طهران الجنوب السوري إلى ميدان مشتعل انتقاماً لمقتل فخري زاده، ولاسيما أن مليشيا إيران بالمنطقة حاولت مراراً الانتقام لمقتل كوادرها عبر تنفيذ عمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من الجنوب السوري.
ويعيش الجنوب السوري بالقرب من المنطقة الحدودية مع الجولان المحتل حالة من التوتر منذ أشهر جراء محاولة مليشيا حزب الله المدعومة من إيران تنفيذ عمليات ضد تل أبيب انتقاماً لمقتل أحد كوادر تلك المليشيا في تموز الماضي.
وتنتشر مليشيات إيرانية وأفغانية أبرزها فاطميون وزينبيون والباقر والحرس الثوري في مناطق خاضعة لسيطرة النظام بعد أن قاتلت إلى جانب قواته ضد المناطق السورية الثائرة.
وعادة ما تشن طائرات إسرائيلية بين الحين والآخر غارات ضد مواقع مليشيات إيران في مناطق النظام، بهدف دفعها إلى الانسحاب من سوريا.
وفي 25 من تشرين الثاني الحالي، حذرت إسرائيل، الفيلق الأول التابع لقوات النظام من مغبة دعم المليشيات الإيرانية، مؤكدة أن مليشيا حزب الله باتت تسود المنطقة الجنوبية بفضل الغطاء الذي يوفره لها ذلك الفيلق.
وتدعم إيران قوات النظام منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، وساهمت مليشيات إيرانية أو مدعومة من قبلها بالقتال إلى جانب قوات بشار الأسد، وبقمع المناطق الثائرة ضد حكمه.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد في 30 من حزيران، بالإطاحة برأس النظام بشار الأسد في حال السماح لإيران بالتواجد عسكرياً في سوريا.