تقرير يحصي الضحايا من الأطفال شمال غربي سوريا في 9 أشهر
ما عدد الأطفال الذين قتلوا وجرحوا في شمال غربي سوريا منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 5 آذار الماضي؟
وثقت منظمة “أنقذوا الأطفال” الحقوقية البريطانية (غير حكومية) التي تدافع عن الأطفال حول العالم، مقتل وجرح 127 طفلاً شمال غربي سوريا في نحو 9 أشهر (منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار)، مع التأكيد على أن المنطقة في خطرٍ دائم.
وقالت المنظمة في تقريرٍ نشرته أمس الخميس، 26 تشرين الثاني، “اعتماداً على البيانات التي قدمتها منظمة السلامة الدولية للمنظمات غير الحكومية (INSO) بين آذار وتشرين الأول 2020، فإن “43 طفلاً شمال غربي سوريا قتلوا وأصيب 84 آخرون منذ بدء وقف إطلاق النار في آذار 2020، من أصل 273 قتيلاً مدنياً و875 جريحاً”.
وأوضحت أن “الشهر الماضي (تشرين الأول) كان أسوأ شهر على الأطفال حتى الآن، حيث قُتل وجرح فيه ربع إجمالي عدد الضحايا (27 طفلاً)، كما أكد التقرير مقتل أربعة أطفال خلال قصف مكثف على عدة قرى في إدلب خلال الشهر الحالي.
وأشارت “أنقذوا الأطفال” إلى أن الوضع الأمني يتدهور شمال غربي سوريا في إدلب وحلب وحماة، مع ورود أنباء عن عبوات ناسفة وسقوط ضحايا وقصف مدفعي على مناطق مختلفة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، ما يؤدي إلى تدمير حياة الأطفال وعائلاتهم، وتضرر المنازل والمستشفيات والمدارس.
ومنذ 5 آذار الماضي تقع شمال غربي سوريا ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته تركيا وروسيا بعد حملة ضخمة للنظام والروس على المنطقة تسببت بمقتل المئات وتشريد أكثر من مليون مدني.
ومنذ ذلك التاريخ تعرضت المناطق المشمولة بالاتفاق إلى أكثر من 3 آلاف خرق قامت بها قوات النظام وروسيا وميليشيات إيرانية بحسب ما وثقته عدة جهات محلية تعمل بالمنطقة.
والشهر الماضي زادت خروقات النظام والروس للاتفاق، بعد أن رفضت تركيا طلباً روسياً بتقليص وجودها العسكري في المنطقة، حيث يوجد نقاط عسكرية تركية تراقب وقف إطلاق النار.
وتعليقاً على تزايد العنف والضحايا بين الأطفال قالت سونيا كوش، مديرة استجابة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا: “لا يزال الصراع في سوريا يقتل الأطفال وعائلاتهم في جميع أنحاء البلاد. هذه الأرقام تذكير خطير بأن الأطفال يتحملون وطأة هذه الحرب. حتى في الأوقات التي لم يتم فيها تصعيد عسكري كبير، يتعرضون للقتل والتشويه.
وأضافت “يعيش الأطفال في شمال غربي سوريا في خطر دائم، يتعين عليهم الفرار من ديارهم بسبب النزاع ، وفي الوقت نفسه طلب الحماية من جائحة فيروس كورونا القاتل. يذهبون إلى النوم وهم جائعون لأن أسرهم لا تجد ما يكفي من الطعام”.
ودعت “أنقذوا الأطفال” جميع الأطراف المتحاربة إلى توفير الحماية إلى جانب البنية التحتية الحيوية مثل المدارس والمستشفيات، كما أكدت على أنه يجب احترام القوانين الإنسانية وقوانين حقوق الإنسان الدولية.
وكانت المنظمة ذاتها، أكدت في تقرير نهاية تموز الماضي أن 700 ألف طفل إضافي في سوريا باتوا يواجهون الجوع بسبب الاقتصاد المتضرر بشدة، ويرجع ذلك جزئياً إلى تأثير قيود فيروس كورونا.
وأنقذوا الأطفال (Save the Children) هي منظمة غير حكومية بريطانية تُعنى بالدفاع عن حقوق الطفل حول العالم، وتُعتبر أول حركة مستقلة تدافع عن الأطفال حيث أنها تقدم مساعدات إغاثية كما تساعد في دعمهم في البلدان النامية، ولها مكاتب عديدة حول العالم تبلغ 28 مكتباً، كما تتألف من منظمات غير ربحية تدعم شركاء محليين في أكثر من 120 بلدا حول العالم.