“الفاو” و”الأغذية العالمي”: سوريا تواجه حالة “جوع حرج”
رغم كثرة التقارير الدولية حول الجوع في سوريا إلا أن الأوضاع فيها تزداد سوءاً
قالت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي، إن 16 دولة حول العالم بينها سوريا تواجه حالة جوعٍ حرج، ليضاف ذلك إلى تقارير أممية سابقة تحدثت عن تهديد الجوع للسوريين في وقت تزداد فيه معاناتهم من ويلات الحرب وانتشار كورونا.
وأوضحت المنظمتان في تقريرٍ مشترك اليوم السبت، أن 4 دول في العالم من بينها اليمن معرضة لخطر المجاعة، مع إمكانية أن يتوسع هذا الخطر ليشمل 16 بلدا آخر بينها سوريا التي تعاني زيادة مستويات الجوع الحاد.
وتأمل المنظمتان الدوليتان بحسب التقرير أن يُشجع ما توصلتا إليه بشأن هذه الدول على العمل “على الفور لمنع حدوث أزمة كبرى (أو سلسلة من الأزمات) بعد ثلاثة إلى ستة أشهر”.
وقال مسؤول الطوارئ بالـ “فاو”، دومينيك بورجون، “هذا التقرير هو دعوة واضحة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة”، مضيفاً “نشعر بقلق بالغ إزاء التأثير المشترك للعديد من الأزمات التي تقوض قدرة الناس على إنتاج الغذاء والحصول عليه، وتجعلهم أكثر عرضة للجوع الشديد”.
من جانبها قالت مديرة مكتب الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي مارغو فان دير فيلدين، “عندما نعلن المجاعة، فهذا يعني أن العديد من الأرواح قد فقدت بالفعل. إذا انتظرنا للتأكد من وجودها، فسيكون أشخاص قد فقدوا حياتهم بالفعل”.
تقرير اليوم ليس الأول الذي يحذر ويتكلم عن الجوع في سوريا، إذ سبقه عدة تقارير تحذر من انزلاق سوريا للمجاعة، ففي حزيران الماضي، أكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا أكجمال ماجتيموفا، أن أكثر من 90 بالمئة من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر بينما تتزايد الاحتياجات الإنسانية.
وفي ذات الشهر حذر برنامج الأغذية العالمي على لسان المدير التنفيذي فيه ديفيد بيسلي من انزلاق سوريا إلى المجاعة بسبب الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه.
كما أكدت منظمة “أنقذوا الأطفال” في أيلول الماضي أن 700 ألف طفل إضافي في سوريا باتوا يواجهون الجوع بسبب الاقتصاد المتضرر بشدة، ويرجع ذلك جزئيا إلى تأثير قيود فيروس كورونا.
ورغم غزارة التقارير الدولية التي تتحدث عن الجوع في سوريا والتي تعاني منذ 10 سنوات ويلات الحرب، إلا أن الأوضاع فيها تزداد سوءاً حيث تتتالى فيها الأزمات المعيشية على المواد الأساسية من محروقات وخبز ومسكن.
كما تواصل الليرة السورية انحدارها أمام العملات الأجنبية مسجلةً أرقام قياسية لم تبلغها في تاريخها، وترتفع معها الأسعار ويبقى دخل المواطن دون زيادة.
من جهة أخرى يواصل فيروس كورونا المستجد انتشارها في سوريا حيث سجل حتى اليوم أكثر من 19 ألف إصابة مرشحة للزيادة بشكل مخيف بسبب سوء القطاع الصحي وتدني الخدمات وغياب الخطط الفعالة لمواجهة هذا الفيروس.