رؤى متباينة بين ترامب وبايدن إزاء ملف النفط السوري
في زخم الخلافات بين المرشحين للرئاسة الأمريكية، تبرز إحدى القضايا الجدلية بين الجانبين والمتمثلة بطريقة تعاطي البيت الأبيض مع ملف النفط السوري في مناطق شمال وشرق سوريا.
ولا يبدو أن إدارة الرئيس دونالد ترامب في حرج من طريقة طرحها وتعاملها مع ملف النفط السوري، بل أعلن ترامب مراراً رغبة بلاده في السيطرة على حقول النفط السورية.
وقال ترامب، علانية في 2019، إن الولايات المتحدة وضعت النفط السوري تحت سيطرتها، وأنها ستفعل ما تريد بشأن آبار النفط، التي يحميها جنود أمريكيون في الوقت الحالي.
وعقب ذلك وافقت إدارة ترامب على أول صفقة على الإطلاق لشركة أمريكية لتطوير وتحديث حقول النفط في شمال شرق سوريا، الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية ما أثار حفيظة روسيا وتركيا في آن واحد.
وتنظر إدارة ترامب للخطوة من زوايا مختلفة، إذ ترى بالسيطرة على منابع النفط السورية الأسلوب الأنجع لمعاقبة روسيا أولاً ومنعها من جني ثمار تدخلها إلى جانب النظام، كما تستعمل إدارة ترامب النفط السوري كورقة ضغط على الأسد بموجب العقوبات الأمريكية لدفعه لتغيير سلوك نظامه.
أما تركيا فقد كشفت في تشرين الثاني 2019 عن عرض قدمته الإدارة الأمريكية لها بتقاسم موارد النفط السوري، وهو ما رفضته أنقرة وفقاً لتصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ورغم ندرة حديث المرشح الديمقراطية جو بايدن عن تفاصيل رؤيته إزاء الملف السوري، لكن سبق له توجيه انتقادات لطريقة تعاطي ترامب مع ملف النفط السوري.
واعتبر بايدن في تشرين الثاني 2019، إعلان الرئيس ترامب رغبته الاستيلاء على حقول النفط، بأنه بمثابة ملصق عملاق لتنظيم داعش الإرهابي لتجنيد المقاتلين.
ولا يبدو نهج الإدارة الأمريكية جلياً في حال وصول بايدن لسدة الحكم، إذ لم يطرح شخصياً أو حتى فريق حملته الانتخابية أي بدائل اخرى عن نهج إدارة ترامب الحالي حيال ملف نفط شمال شرقي سوريا.
كما قد تضع أي خطة لتقاسم النفط السوري إدارته المستقبلية على المحك وهو من وجه انتقادات لتركيا ونظام الأسد، ومن المستبعد أن يقدم تنازلات مجانية للجانبين في هذا السياق.
وقد يدخل ملف النفط السوري في مفاوضات جانبية بين الأطراف الثلاثة إضافة إلى نظام الأسد في حال رغبت واشنطن بذلك، لكن يبقى ذلك بعيد المنال في ظل النسق الحالي لإدارة ترامب.
وفي ظل التجاذبات الروسية الأمريكية والرؤى الأمريكية المتغيرة إزاء ملف النفط قد يتحول الذهب الأسود إلى برميل بارود يشعل المنطقة برمتها في ظل محاولات موسكو الدؤوبة للتسلل إلى حقول النفط، والقلق التركي المتصاعد من عواقب حصول الوحدات الكردية على موارد مالية ضخمة.