القوات الأمريكية في سوريا.. هل ترجح كفة الفائز بالانتخابات الأمريكية؟
القوات الأمريكية في سوريا بين ترامب وبايدن.. هل تكون ورقة ترجح كفة الفائز في الانتخابات الأمريكية؟
مخطئ من يعتقد أن للملف السوري موقع هامشي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ولاسيما أن المتنافسين يدركان الأثر الشعبي لقرارات من قبيل سحب الجنود الأمريكيين في ترجيح كفة الفائز.
وباكراً أدركت إدارة الرئيس دونالد ترامب أهمية دغدغة عواطف الأمريكيين بإعادة قواتهم من بؤرة صراع خطيرة مثل سوريا، ولاسيما أن قرار الرئيس عام 2018 بسحب قوات بلاده لاقى قبولاً شعبياً قبل أن يتراجع عن الخطة بضغط سياسي ليكتفي بعدها بتقليص عدد تلك القوات.
ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي، دفع ترامب مجدداً نحو سحب القوات الأمريكية من عدد من الدول الملتهبة كأفغانستان والصومال ورغم أن الرئيس الأمريكي لم يعلن مؤخراً بشكل مباشر رغبته بسحب ما تبقى من القوات الأمريكية في سوريا، إلا أنه أرسل إشارات متضاربة في تموز الماضي، بالقول إن “القوات الأمريكية ستخرج من سوريا باستثناء حراسة حقول النفط في المنطقة”.
وتمتلك الولايات المتحدة بضعة مئات من الجنود ينتشر معظمهم داخل مجموعة قواعد عسكرية في شمال شرق سوريا حيث تتركز حقول النفط، كما تمتلك قاعدة غاية في الاستراتيجة بمنطقة التنف عند المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
وهنا تجد إدارة ترامب نفسها في مأزق وهي من تكفل بمساعدة الجهود الإسرائيلية والعربية في إخراج القوات الإيرانية من سوريا، وسحب القاعدة سيؤثر بلا شك على تلك الجهود.
كما لا تبدو تصريحات إدارة ترامب متسقة مع وزارة الدفاع الأمريكية، التي أرسلت مؤخراً مركبات “برادلي” ورادارات ونحو 100 جندي إضافي إلى شمال شرق سوريا، في إطار التنافس مع روسيا وذلك بعد أن صدمت عربة مدرعة روسية دورية أمريكية في آب الماضي، ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود الأمريكيين.
وعلى الجانب الآخر، لا تتحدث حملة المرشح المنافس جو بايدن كثيراً عن القواعد العسكرية في سوريا، إلا أن بايدن قال خلال المناظرات الأولية: إنه “سيحتفظ بوجود صغير للقوات الأميركية في سوريا في حال انتخابه”، كما وجه انتقادات لسياسة ترامب بعد أن هاجمت دورية روسية نظيرتها الأميركية في شمال سوريا.
كما قدمت حملة بايدن رؤيتها حول الملف السوري ووعدت بزيادة المشاركة الأميركية في سوريا وزيادة الضغط على رأس النظام بشار الأسد.
ولا يبدو أن بايدن مهتم كثيراً بتعزيز قوات بلاده في سوريا لزجر بشار الأسد ودفعه للتفاوض، كما لم يبد اهتماماً بالتحرك ضد الوجود الإيراني في سوريا، بل يسود تخوف من عودة تقديم المرشح الديمقراطي تنازلات في ملف سوريا في التفاوض مع إيران كما حدث في عهد باراك أوباما.
وبين بايدن وترامب يراهن رأس النظام ومن خلفه روسيا وإيران على عامل الزمن وتقديم تنازلات محدودة في ملف المحتجزين الأمريكيين في سجونه لمفاوضة القوات الأمريكية على الانسحاب، وهو ما قد يحدث مقابل ضمانات بوضع خاص لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.
ومع كل انتخابات أمريكية يجد السوريون أنفسهم في انحدار من سيء إلى أسوء نتيجة اضطراب النهج الأمريكي تجاه سوريا وتنازلاتها المتتالية لصالح إيران وروسيا ونظام الأسد، ليقتصر الهدف الأمريكي في سوريا على تغيير سلوك النظام وعدم رحيله.