قفزة قياسية بإصابات كورونا في الشمال المحرر
سجلت أرقام الإصابات بفيروس كورونا في الشمال السوري المحرر، أمس الأحد، قفزة قياسية، بواقع 52 إصابة جديدة في أعلى معدل يومي، منذ بدء تفشي الجائحة في تموز الماضي، وسط تجدد الدعوات لاتباع إجراءات صارمة للحد من تزايد أعداد المصابين.
وأعلن مختبر الترصد الوبائي التابع لوحدة تنسيق الدعم، عبر صفحته الرسمية في “فيس بوك”، مساء الأحد، ارتفاع عدد المصابين بكورونا في الشمال المحرر إلى 265 مصاباً، بعد تسجيل 52 إصابة جديدة، في أعلى معدل يومي.
وأوضحت إحصائيات تموضع الإصابات التي نشرها المختبر ومديرية الصحة بمحافظة إدلب، تقاسم ريف حلب ومحافظة إدلب الإصابات بالتساوي تقريباً، إذ سُجل 8 إصابات في الباب و 7 في اعزاز و 6 في عفرين و 6 في تركمان بارح و 6 في جبل سمعان، فيما نالت إدلب 25 إصابة توزعت في مدينة إدلب بـ 7 إصابات وقورقانيا بـ 6 وأريحا بـ 4 والدانا وأرمناز بـ 3 إصابات في كل منهما، بينما سُجلت إصابة واحدة في معرة مصرين وإحسم.
وارتفعت حالات الشفاء من الفيروس إلى 96 حالة تعافٍ، بعد تسجيل 9 حالات شفاء جديدة في إدلب والباب، فيما بقي عدد الوفيات عند 3 حالات لعدم تسجيل وفيات جديدة.
بدوره، جدد فريق منسقو استجابة سوريا، مساء الأحد، دعواته لبذل جهد كبير لتجنب ازدياد عدد حالات كورونا بصورة عشوائية، محذراً مما أسماه إقبال المنطقة على “انتحار جماعي” بسبب غياب الإجراءات الأساسية الصارمة.
وقال استجابة سوريا، “نكرر الدعوة لكافة الفعاليات الإنسانية المحلية والدولية على اتخاذ كل التدابير والتزام مسؤوليتها كافة لحماية المخيمات وسكانها من تفشي فيروس كورونا المستجد”.
وأكد الفريق على أن استجابة المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة لم يصل حتى الآن إلى القدر المطلوب من تأمين مستلزمات الحماية من الوباء داخل المخيمات وخارجها، لافتاً إلى تسبب ذلك باحتمالية زيادة الحالات وانهيار اجتماعي وصحي داخل المخيمات وتجمعات النازحين، حسب وصفه.
هذا وقال وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة، الدكتور مرام الشيخ، إن هذا الارتفاع بعدد الإصابات بفيروس كورونا كان متوقعاً قبل شهر من الآن، ووزارة الصحة تفكر في فرض حظر تجوال في الشمال المحرر، ولكن ذلك لن يتم بدون تعاون السلطات التنفيذية الأخرى.
وأوضح الشيخ، أن وزارة الصحة ستقوم بإنشاء مستشفى لعلاج حالات الكورونا يحتوي المستشفى على 25 جهاز تنفس اصطناعي وملحقاته، إضافة إلى إنشاء مركزين جديدين للعزل المجتمعي قريباً، داعياً منظمة الصحة العالمية والمنظمات الشريكة التي تقود عملية الاستجابة، إلى إدراك خطورة الموقف وأن تكون واعية تماماً لخطورة الوضع في الداخل بسبب تزايد عدد المصابين اليومي بفيروس كورونا.
وتوقع فريق الدفاع المدني السوري، في وقت سابق من الشهر الجاري، ازدياد أعداد المصابين بفيروس كورونا في الشمال المحرر خلال الأيام المقبلة، في ظل ما أسماه “الاستهتار بإجراءات الوقاية ونقص الخدمات العامة وغياب التباعد الاجتماعي وخاصة في المخيمات”.
ويتخوف الأهالي في الشمال السوري المحرر، من سرعة انتشار فيروس كورونا في المنطقة، في ظل ضعف الإمكانيات الطبية، وارتفاع حاد في أسعار الكمامات والمعقمات وعدم قدرة البعض على اقتنائها، الأمر الذي يزيد من معاناتهم اليومية.
وكانت الأمم المتحدة أعربت قبل أيام عن قلقها إزاء تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا في جميع أنحاء سوريا.