صحيفة: زيارة الوفد الروسي الأخيرة لدمشق أتت للمحافظة على مناطق النفوذ الحالية
رأت صحيفة “الشرق الأوسط” في عددها الصادر اليوم الجمعة 11 أيلول، أن الوفد الروسي “رفيع المستوى” الذي زار دمشق مؤخراً، أراد أن يكون المدخل الروسي الحالي في سوريا قائماً على المحافظة على مناطق النفوذ الحالية للأطراف المختلفة، وأن يكون الحل فيها جزءاً من التسوية النهائية.
وأوضحت الصحيفة، أن الزيارة الأخيرة التي كان على رأسها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، يمكن اعتبارها «المنعطف الكبير» الثالث لروسيا منذ اندلاع الأزمة السورية.
وأضافت أن المنعطف الأول كان بتمهيد لافروف في 2012 لانخراط روسي واسع في الأزمة، قبل أن يطلق التدخل العسكري المباشر في سوريا نهاية أيلول المرحلة الثانية.
والمنعطف الجديد بحسب الصحيفة، لا يحمل “انقلاباً” في النهج الروسي بقدر ما يمهد لبلورة استراتيجية جديدة للتعامل مع انسداد أفق التسوية السياسية.
وأشارت إلى أن لافروف وجه في زيارته الأخيرة رسالة واضحة للنظام بأن اتفاقات موسكو وأنقرة ساهمت في تحسين الوضع، مؤكداً استمرار التزام الطرفين الروسي والتركي بهذه الاتفاقات.
وأضافت أن التوجه في إدلب سيكون على أن الشكل النهائي للتسوية يجب أن يقوم على أساس حوار تركي سوري يفضي إلى توافق يرسخ الاحترام المتبادل للمصالح والأمن الحدودي.
وأوضحت أن ذلك يعني أنه يمكن أن تقوم الأوضاع في إدلب على أساس اتفاق أضنة (1998) مع احتمال توسيعه بعض الشيء.
أما شمال شرق سوريا فرأت الصحيفة أن موسكو وجهت هنا أيضا إشارات واضحة إلى عدم نيتها دعم أي تحرك عسكري في هذه المناطق، وجاء حديث بوريسوف حول “حرمان النظام من الجزء الأعظم من ثرواتها” ليقر بواقع اقتصادي لكنه يحمل رسالة في المقابل، إلى النظام بأن التعاون مع موسكو وحده الكفيل بمواجهة التداعيات الاقتصادية لذلك.
وتحدثت “الشرق الأوسط” أن الرسالة الأساسية إلى دمشق، بأنها يجب ألا تعرقل تحالفات روسيا القائمة مع الأطراف المختلفة، وبالدرجة الأولى تركيا، فضلا عن أن موسكو تدير مواجهتها مع واشنطن في مناطق الشمال الشرقي بآليات تضعها عبر تفاهمات محتملة مع واشنطن بعد الاستحقاق الانتخابي.
وأضافت أن هذه الأمور انعكست في تعليق كتبه خبير قريب من الخارجية: “ناقش الوفد الروسي مع الجانب السوري الخطوات الواجب اتخاذها في الظروف الراهنة في شرق وغرب شمال سوريا، حيث تقوم روسيا بدور الوسيط بين كافة الجهات المعنية، وعلى أساس تطور الأحداث، واستنادا إلى موقف روسيا الثابت بشأن السيادة ووحدة الأراضي السورية”.
وبحسب “الشرق الأوسط” على هذه الخلفية، تتبلور الملامح الأولى للتحرك الروسي المقبل، عبر التأكيد على أنه “لا حل عسكري” للأجزاء التي ما زالت غير خاضعة لسيطرة النظام.
كما أن هذه الرؤيا تخالف الفكرة التي كانت ترددها موسكو سابقا عن ضرورة “أن يعود كل شبر من الأراضي السورية لسيطرة النظام” يبدو المدخل الروسي حاليا قائما على المحافظة على مناطق النفوذ الحالية للأطراف المختلفة، وأن يكون الحل فيها جزءا من التسوية النهائية.
وفي السابع من أيلول الحالي زار وفد روسي “رفيع المستوى” العاصمة دمشق والتقى عددا من شخصيات النظام.
راديو الكل – صحيفة الشرق الأوسط