النظام و”الإدارة الذاتية” في موقع الاتهام.. ازدياد حالات الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي في الرقة
ارتفعت أعداد الإصابات بمرض التهاب الكبد الوبائي ولاسيما لدى الأطفال في مدينة الرقة وريفها، وسط غياب للمختبرات الطبية اللازمة للكشف عن الوباء وتقاعس ما تسمى “الإدارة الذاتية” عن تزويد المراكز الطبية في المحافظة بالعلاج اللازم.
وسجل مركز سيف الدولة الصحي في مدينة الرقة خلال شهر آب الحالي 10 إصابات بالتهاب الكبد الوبائي لدى أطفال دون سن 5 سنوات، إضافة إلى 4 إصابات أخرى ليافعين.
وقال أبو علاء محمد الصاوي من أهالي حي المشلب بمدينة الرقة لراديو الكل إن ابنته سعاد ذات 3 سنوات عانت منتصف شهر تموز الماضي من ارتفاع في الحرارة وإسهال مزمن؛ ليتبين بعد ذلك بناءً على التحاليل الطبية إصابتها بالتهاب الكبد الوبائي من النوع B.
بدورها حملت كفاء الإبراهيم “الإدارة الذاتية” المسؤولية عن ضعف الإمكانيات المتوفرة لعلاج الأطفال المصابين بالتهاب الكبد الوبائي.
وقالت لراديو الكل إن طفلها الصغير مروان يعاني من اليرقان الركودي، حسب وصف الأطباء لدى مركز الهلال الأحمر الكردي، فيما لا تمتلك الإدارة الذاتية من منبج إلى القامشلي أي مراكز صحية تقدم العلاج لهذا المرض، كما تفتقر إلى التجهيزات القادرة على كشف المرض بشكل مبكر.
وأضافت أنها تنقلت بطفلها المريض إلى مشافي القامشلي وعين العرب دون جدوى مشيرة إلى أنها باتت مضطرة للذهاب إلى دمشق لمعالجة طفلها.
واتهمت الإبراهيم الإدارة الذاتية بالتقصير في نشر التوعية إزاء مرض التهاب الكبد الوبائي، ما أدى إلى انتشار أوسع للمرض في محافظة الرقة خلال الفترة الأخيرة.
وبحسب الطبيب المخبري محمد عبد الرزاق، يتطلب علاج أمراض التهاب الكبد الوبائي أدوية مثل إنترفيرون الممتد المفعول و إنترفيرون ألفا القياسي، وريبافيرين، وتيلابريفير، وسيمبريفير وهي أدوية موجودة بمشافي النظام، ولا تتوفر في مناطق الإدارة الذاتية.
ويتطلب تشخيص المرض إجراء تحاليل الحمض النووي وتحليل أولي مصلي وغيرها من الاختبارات التي تتوفر في مشاف محددة في مدينة دمشق وحلب.
وأكد طبيب في مركز الهلال الأحمر الكردي بمدينة الرقة لراديو الكل ضعف الإمكانيات والأدوية المتوفرة للتعامل مع مرضى التهاب الكبد الوبائي من الأطفال.
وقال الطبيب الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الأطباء يلجؤون أحياناً إلى تقديم جرعات علاجية مخففة من أدوية التهاب الكبد الخاصة بالكبار على فترة زمنية متقطعة نتيجة غياب العلاج الخاص بالأطفال.
كما أكدت طبيبة مختصة في الأمراض الداخلية في مدينة الرقة لراديو الكل أن منظمة الصحة العالمية قدمت كمية من التجهيزات واللقاحات لمنطقة عين العرب ومنبج إلا أن الرقة لم تتلقَ دعما طبيا مماثلاً في هذا المجال.
وأشارت إلى أن هناك ضرورة لإسعاف العديد من الحالات إلى مشافي مزودة بعلاجات وتجهيزات متخصصة في دمشق وحلب، غير أن سياسة الاعتقالات والتجنيد الإجباري التي تنتهجها قوات النظام تمنع الأهالي من التوجه إلى هناك، ما يعيق حصول الأطفال على العلاج.
ويشدد الطبيب في مشفى الرقة الوطني علاء عبد الرحمن لراديو الكل على ضرورة الالتزام باللقاحات الدورية للأطفال للوقاية من هذا المرض مؤكداً دور الوعي الصحي في تجنب انتشاره .
من جانب آخر، قال مسؤول لجنة الصحة في الرقة، جوان ذخيرة، لراديو الكل، إن لجنة الصحة التابعة للإدارة الذاتية تسعى لتأمين اللقاحات والأدوية اللازمة لمكافحة المرض وتقديمه للمراكز الطبية التابعة للجنة الصحة والتي ستقدمه للمواطنين بحسب الحاجة ونوعية الفيروس.
وأضاف أن قيمة الأدوية العلاجية لالتهاب الكبد الوبائي عند الأطفال في حلب قد يبلغ حاليا 70 ألف ليرة سورية، وقد تصل الى نحو 350 ألف لليافع تبعا لمستوى حدة المرض.
وتفتقر المراكز الصحية في الرقة كبقية مناطق شمال شرق سوريا الى التجهيزات الطبية المتطورة والكادر المؤهل.
ويعتبر التهاب الكبد الوبائي من النوع A والأقل خطورة على صحة الأطفال إلا أن الإصابات من النوعين B و C باتت هي الأوسع انتشاراً.
وينتقل المرض بين الأفراد نتيجة قلة العناية بالنظافة الشخصية واستخدام أدوات شخص مصاب كفرشاة الأسنان أو شفرة الحلاقة للكبار كما ينتقل عبر العلاقات الجنسية ومن الصعب الكشف عنه بشكل مباشر، و قد يتسبب بأمراض خطيرة كتشمع الكبد وسرطان الكبد في حال إهماله.