الدعم النفسي وأثره على مرضى كورونا
تنتاب الناس حالة من الذعر والقلق حين قراءة أرقام مرتفعة حول تفشي فيروس كورونا ودراسات عن وجوب التأقلم معه والتعايش مع وجوده لفترة ربما تكون غير منتهية.
يختلف الوضع قليلا بالنسبة للمصابين بكورونا، فالتزام الهدوء ليس كافيا، بل يحتاج المصابون للاحتواء العقلي والدعم النفسي، وتكريس التفكير الإيجابي والبناء، وضرورة التواصل مع المصابين، وعدم إشعارهم بالانزواء والعزلة.
أيضا يمكن دفع المرضى نحو ما يسمى بعوامل التشتيت الصحية كالقراءة ومشاهدة الأفلام والتنزه في أماكن مفتوحة، أو توجيههم لتعلم مهارة مسلية أو لغة جديدة.
ويجب تجنب الأسئلة الملحة والمفرطة عن الحالة الصحية للمصاب، كي لا يؤدي ذلك لإصابته بنوبة هلع.
وفي السياق يتحدث الاستشاري النفسي “باسل نمرة” في حديث خاص لراديو الكل عن دعم المصابين بكورونا، مشيرا إلى أن العامل النفسي هو أحد أهم عوامل دعم الجهاز المناعي في مقاومة الأمراض، ويبين أساليب دعم المصابين بقوله:
الإصابة بكورونا تتعلق بضعف مقاومة الجسم، المقاومة التي تتعلق بعدة عوامل نفسية وغذائية، فعندما تكون الحالة النفسية ضعيفة، يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بكورونا، ولذلك يجب تقديم الدعم النفسي للمصاب، من خلال التخفيف عنه قدر الإمكان، ومحاولة تعزيز هواياته ضمن بيئته، فحجر المصاب لا يعني عزله عن العالم الخارجي، وخاصة في وجود وسائل التواصل الاجتماعي، فيجب تعزيز التواصل معه، ويكون عزله فيزيائيا فقط، بالإضافة لتشجيعه وتحفيزه ومحادثته بأشياء يرغب بها، ما يجعل الجسم يفرز موادا ترفع مقاومة الجسم
ويعتبر “نمرة” أن العامل النفسي هو أحد أهم العوامل المساهمة في شفاء المرضى، وكيفية التعامل مع المصاب نفسيا لها أبلغ الأثر في تحسنه، ودفعه للتفاؤل خطوة سليمة في طريق الشفاء، ويوضح ذلك بالقول
الدعم النفسي شيء أساسي بالنسبة للمصابين، وجعله يفهم أن العزل مرحلة مؤقتة لحماية المحيط من الإصابة لا أكثر، ولا تعني أنه كائن خطير أو منبوذ، ودعمه بوسائل التسلية كالقراءة وتوفير الكتب له، ما يساعد الجسم على إفراز هرمونات المقاومة، وإبعاده كل البعد عن مظاهر الوهن والإحباط، فوظيفة الدعم النفسي وضع المصاب في حالة إيجابية حقيقية.
وفي السياق أكد مركز الدراسات البريطاني “معهد كينغزكوليدج” في دراسة نشرت بالمجلة الصحية “دولنسي” أن الحجر الصحي تجربة غير مرضية للخاضعين لها، فالعزل عن الأهل وتقييد حرية الحركة، والارتياب من تطور المرض، والملل تؤدي لحالات مأساوية.
بدورها دعت منظمة الصحة العالمية لتوفير خدمات الصحة النفسية الطارئة والدعم النفسي الاجتماعي على نطاق واسع، مؤكدة أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة الجسدية.