بين الحالات الشديدة والخفيفة.. كيف يتم العلاج والاهتمام بمرضى كورونا
بين موضوع العلاج الطبي للحالات الخفيفة والشديدة للمصابين بفيروس كورونا كوفيد19 وموضوع الاهتمام بالمرضى في المنزل أو ضرورة نقلهم إلى المشفى؛ تطرح الكثير من الأسئلة التي نحاول الإجابة عنها مع الدكتور مازن خير الله استشاري الأمراض المُعْدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية
معالجة الحالات الخفيفة
تعتبر الكثير من من حالات الإصابة بكورونا خفيفة إلى معتدلة وهي الحالات التي لا تعاني من نقص الأكسجين أو ضيق التنفس الشديد
ويوضح د.خير الله أن هذه الحالات يمكن أن تعالج في المنزل، عن طريق تناول خوافض الحرارة والمسكنات للآلام العضلية ومضادات الاحتقان ومضادات السعال في حال وجود هذه الأعراض، وأيضًا مضادات الإسهال، إلا أنها لا تعطى إلا في حال وجود إسهال غير مترافق مع دم في البراز أو حرارة، بالإضافة إلى إمكانية تناول الفيتامينات مثل فيتامين C أو Dأو معدن الزنك لفترة محدودة وحسب توصيات الطبيب، كما يجب على المريض عزل نفسه في غرفة خاصة وتخصيص أدوات خاصة له، وعدم الاختلاط بأفراد العائلة، إلا عند الضرورة، ويجب على الشخص الذي يخدم المريض ارتداء الكمامة عند مخالطته، والتأكيد على مسح السطوح الملامسة للمريض، وغسل اليدين بعد العناية بالمريض، ويجب أيضا على المريض مراقبة أعراضه وإخبار الطبيب في حال تطورها وأخذ قسط كاف من السوائل والماء والنوم، ويفضل أن يقتني المريض جهازا لقياس مستوى الأكسجين، وهو جهاز صغير يوضع على الإصبع لقياس إشباع الأكسجين، للتأكد من أن رقم الإشباع فوق 92% بحيث يضمن المريض أن مستوى الأكسجين في دمه طبيعي.
معالجة الحالات الشديدة والمترافقة مع التهاب بالرئة
وبالنسبة للحالات الشديدة التي تترافق مع التهاب في الرئة ونقص في مستوى الأكسجين بالدم، فيبين د.خير الله أنه يفضل معالجتها في المشفى، ولكن في حال تعذر ذلك بسبب الضغط على المشافي، يمكن أن يقوم أهل المريض بمعالجته في المنزل حسب توصيات الطبيب، كما يمكن أن تتضمن المعالجة تأمين أسطوانة أكسجين لرفع مستوى الأكسجين لحد الإشباع فوق 92%، ويمكن المعالجة بوضعية الاستلقاء البطني، أو وضعية السجود، وهذه الأمور تكون بعد إجراء صورة للصدر والتأكد من انخفاض الأكسجين، يصف الطبيب وضعية الاستلقاء عدة مرات يوميا لمدة ساعتين أو 3 حسب تحمل المريض، ويفضل مراقبة إشباع الأكسجين أثناء هذه الوضعية للعمل على استمرارها، ويمكن أن يصف الطبيب أدوية خاصة منها ديكساميثازون (Dexamethasone) له استطبابات محددة أو مميعات الدم إلا أنها لا تعطى إلا حسب توصيات الطبيب.
إعطاء المضادات الحيوية
وينبه د.خير الله إلى أن المضادات الحيوية لا تعطى إلا في حالات الاشتباه بوجود إنتان جرثومي مرافق
وعن الأزيثرومايسين Azithromycin فيقول د.خير الله “الأزيثرومايسين له فعالية خاصة للالتهاب غير فعاليته للإنتان، وتجري دراسة عليه الآن للتأكد من فائدته في حالات المصابين بكورونا، وإلى أن تظهر نتائج الدراسة وتكون إيجابية لا ننصح باستخدامه في سياق الإصابة بكورونا”
الأدوية النوعية التي من الممكن أن تعطى للمريض
وعن الأدوية التي يمكن أن تعطى لللمصاب يوضح د.خير الله أن الدواء الذي أثبتت الدراسات فاعليته هو “رمديسيفير” والذي يعطى في الحالات الشديدة وداخل المشافي حصراً لعدم توفره إلا عن طريق الوريد ويتطلب مراقبة وظائف الكبد والكلية، وغير متوفر في كثير من البلدان العربية، كما أن هناك أدوية أخرى قيد الدراسة.
فاعلية دواء “الهيدروكسيكلورين” أو دواء الملاريا
ينوه د.خير الله إلى أن دواء “الهيدروكسيكلورين” أو دواء الملاريا استخدم في البداية بكثرة، إلا أن الدراسات لم تثبت فعاليته وكما ينصح بعدم إعطائه للمرضى، ما لم تثبت دراسات أخرى عكس ذلك
متى يجب على المريض مراجعة المشفى؟
يجب مراقبة إشباع الأكسجين عند المصاب، ويتوجب على المريض مراجعة المشفى في حال عدم وصول نسبة الأكسجين في دمه لأعلى من 92% رغم أخذه للأكسجين، وفي حال عدم التمكن من قياس الأكسجين، يراجع المصاب المشفى عند معاناته من ضيق في التنفس وعند أي تغير أو تخليط ذهني أو ألم صدري مستمر أو انخفاض في الضغط أو تسرع في النبض، كل هذه الأعراض تستدعي مراجعة المشفى دون تأخر