جيفري يتوقع أن تسلم روسيا بشار الأسد على طاولة المفاوضات
توقع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، أن تسلم روسيا رأس النظام بشار الأسد على طاولة المفاوضات، لافتاً إلى أن روسيا تتمتع بنفوذ كافٍ على النظام بعد أن منع تدخلها العسكري سقوطه.
وقال جيفري في مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو، في 13 من آب، إن إيران كانت متورطة بشكل كبير في سوريا حتى عام 2015، ورغم ذلك لم يستطع الأسد وقف تقدم المعارضة، إلى أن تدخلت موسكو وتحديداً قواتها الجوية التي قلبت المعادلة.
وأضاف أن إيران لا تملك الموارد الكافية رغم قواتها الموجودة على الأرض، لكن ليست لديها قوة جوية، وقال إن “بقاء الأسد هو بسبب روسيا، وبالتالي نتوقع أن تسلم روسيا الأسد على طاولة المفاوضات”.
وتابع: “الروس وقّعوا عام 2015 على القرار 2254، ولدينا اتصالات متكررة معهم، ونعتقد أن المرونة التي أبداها النظام لعقد اجتماع اللجنة الدستورية بما في ذلك اللقاء مع معارضين له، هي علامة على أن الروس يضغطون عليه، ونحن نحثهم على المزيد”.
غير أنه استدرك قائلاً إن “روسيا لم تتخذ بعد قراراً استراتيجياً بالانتقال كلياً من خيار الحل العسكري إلى الحل السياسي”.
ولفت جيفري إلى أنه سيتوجه إلى جنيف الأسبوع المقبل لعقد لقاءات جانبية مع ممثلين من دول أوروبية وشرق أوسطية بالإضافة إلى أعضاء من المعارضة السورية الذين يشاركون في أعمال اللجنة الدستورية المشكّلة من الأمم المتحدة بموجب القرار 2254 والتي ستعقد اجتماعاً لها في 24 من الشهر الحالي.
وأكد أن واشنطن تتطلع بشدة لرؤية تقدم في هذه العملية، آملاً التوصل إلى تطوير دستور جديد، على أن تكون الخطوة التالية هي إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة تضم جميع السوريين، وليست انتخابات مزيفة كالتي جرت أخيراً.
وحول ملف عقوبات قيصر، أوضح جيفري أن تعليق تلك العقوبات مرهون بقيام النظام بالوفاء بالشروط تتمثل، بوقف استخدام المجال الجوي السوري من نظام الأسد وعناصره لاستهداف السكان المدنيين، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين والنازحين والسماح لهم بالعودة طواعية وبكرامة، ومحاكمة مرتكبي جرائم الحرب، كما أشار إلى أنه يجب على النظام إخراج القوات الإيرانية أيضاً.
وحث جيفري دولاً عدة على إرسال إشارات واضحة لنظام الأسد لإفهامه أنْ لا سبيل للعودة عن العقوبات أو عودة العلاقات الدبلوماسية ما لم يلتزم بالقرار 2254.
وأضاف أن قوات الأسد المتمسكة بالخيار العسكري لحل الصراع لم تتمكن من إنجاز أي تقدم منذ شهر آذار الماضي، لا بل على العكس تعرضت قواته لهزيمة ساحقة على يد القوات التركية في منطقة إدلب في حرب خاطفة لم تدم سوى 72 ساعة.
وعاود جيفري التأكيد بأن لا نية لدى واشنطن بتغيير النظام بل بتغيير سلوكه مستبعداً أن ينهار النظام على الرغم من ضعفه.
ويتلقى نظام الأسد دعماً عسكرياً من إيران وروسيا اللتان أكدتا في وقت سابق رغبتهما في بقاء الأسد بالسلطة في سوريا.
وسبق أن قال جيفري في 21 من تموز الماضي، “إننا حذرون في التأكيد على أننا لسنا بصدد تغيير النظام، بل تغيير سلوك النظام”.
كما قال، في 22 من حزيران، “عندما أقول إننا لا نسعى إلى تغيير النظام في سوريا أعني تغيير النظام بعمل عسكري أميركي أو دولي”.