النظام يفتح مساجد دمشق وريفها مجدداً وكورونا يزداد تغلغلاً بين المدنيين
قرر النظام إعادة افتتاح مساجد محافظتي دمشق وريفها أمام المصلين في صلوات الجماعة، مناقضاً دعواته لتشديد إجراءات الوقاية من كورونا في وقتٍ تقفز فيه أعداد إصابات الفيروس ووفياته بشكل شبه يومي ما ينذر بكارثة قريبة.
ونقلت وكالة “سانا” الرسمية، عن أوقاف النظام، اليوم السبت، أن مساجد محافظتي دمشق وريفها ستفتح أبوابها أمام صلوات الجماعة اعتباراً من فجر غدٍ الأحد الموافق لـ 16 آب.
وتحدثت أوقاف النظام، أن على المصلين الأخذ بأقصى إجراءات الوقاية الصحية، منوهةً إلى استمرار تعليق الدروس وباقي الأنشطة الدينية.
وكانت أوقاف النظام علّقت في 3 آب الحالي صلوات الجماعة في مساجد محافظتي دمشق وريف دمشق لمدة 15 يوماً تحسباً من فيروس كورونا، الذي يتفشى على نحو متسارع في تلك المحافظتين.
واليوم ومع صدور قرار الافتتاح لم تتحدث وزارة الأوقاف أو وسائل إعلام النظام عن الوضع الصحي في دمشق وريفها وإنما اكتفت بنشر قرار الافتتاح.
التناقض في إعادة افتتاح المساجد هو أن فيروس كورونا يسجل يوماً بعد يوم قفزاتٍ كبيرة وأرقاماً قياسية بأعداد الإصابات، حيث أنه من المفترض أن يكون القرار هو تمديد تعلق صلوات الجماعة على اعتبار أن دمشق وريفها من أكثر المناطق السورية المتضررة بكورونا، بحسب الإحصائيات الرسمية.
فأمس تم تسجيل 83 إصابة جديدة بكورونا في مناطق النظام ما يرفع العدد الإجمالي إلى 1515 حالة، بينما ارتفع عدد وفيات الفيروس إلى 58 بعد تسجيل 3 حالات وفاة جديدة.
وبينت مصادر أهلية من دمشق وريفها لراديو الكل أن كورونا ينتشر بشكل كبير بين الأهالي، كما يعجز الكثير منهم على إجراء فحوصات الفيروس بسبب التزاحم الكبير بمراكز الاختبارات وارتفاع التكاليف.
واشارت المصادر ذاتها إلى أن الشخص لا يعرف أنه أصيب بكورونا إلا بعد تفاقم أعراض الإصابة.
وبحسب المصادر، لا يمكن للأهالي التزام المنازل والابتعاد عن التجمعات وأماكن العمل بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية التي تجبرهم على الذهاب للعمل بشكل يومي دون غياب.
وتشكك جهات دولية بالأرقام التي يعلنها النظام عن الإصابات، وترجح أن تكون أعداد الإصابات أكثر من المُعلن.
وكانت الأمم المتحدة أعربت، في 15 من تموز الماضي، عن قلقها إزاء ارتفاع عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في كافة أنحاء سوريا، محذرة من أن الخطر العام لا يزال مرتفعاً جداً.
وأعلن النظام تسجيل أول إصابة بكورونا في مناطق سيطرته، في الثاني والعشرين من آذار الماضي، كما سجل الوفاة الأولى بالفيروس في 29 من ذات الشهر.