احتجاجات بدير الزور على مقتل أحد شيوخ العشائر والوحدات الكردية تطلق الرصاص
أصيب عدد من المدنيين جراء إطلاق قوات سوريا الديمقراطية- التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- النار على محتجين في قرية الحوايج شرقي دير الزور تظاهروا على خلفية مقتل واعتقال عدد من شيوخ قبيلة العكيدات، فيما أرسلت قوات سوريا الديمقراطية تعزيزات عسكرية من الرقة للسيطرة على تلك الاحتجاجات.
وقالت مراسلة راديو الكل في دير الزور اليوم، 4 من آب، إن 7 مدنيين على الأقل أصيبوا في بلدة الحوايج إثر محاولة قوات سوريا الديمقراطية تفريق مظاهرة نددت بمقتل عدد من وجهاء عشيرة العكيدات وباعتقال أحد شيوخ العشيرة ايضاً.
وأضافت مراسلة راديو الكل أن محتجين غاضبين أشعلوا النيران بمقرات قوات سوريا الديمقراطية رداً على اعتقال الشيخ وانتهاكات قوات سوريا الديمقراطية.
كما خرجت مظاهرات مشابهة في بلدتي ذيبان والشحيل شرق دير الزور احتجاجاً على اغتيال شيوخ العشائر والفلتان الأمني في المنطقة.
بدوره أفاد مراسل راديو الكل شرق الفرات، أن تعزيزات عسكرية قوامها 200 عنصر تقريباً من قوات سوريا الديمقراطية خرجت من الفرقة 17 في الرقة باتجاه مناطق شرق دير الزور، مرجحاً أن يكون الهدف منها السيطرة على الاحتجاجات هناك.
وأوضح أن التعزيزات شملت أيضاً عربات عسكرية مدرعة مزودة برشاشات وأسلحة متنوعة.
وكانت السفارة الأمريكية في دمشق أدانت في بيان عبر صفحتها على فيسبوك يوم أمس، الهجوم على الشيخ مطشر الحمود الجدعان الهفل والشيخ إبراهيم الخليل العبود الجدعان الهفل، وجهاء قبيلة العقيدات.
وقالت إن العنف ضد المدنيين غير مقبول و يعيق الأمل في حل سياسي دائم للصراع في سوريا تمشياً مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تكرر دعمها لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سوريا، على النحو الذي دعا إليه الممثل الخاص للأمم المتحدة جير بيدرسن.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف وجهاء عشيرة العكيدات، غير أن المحتجين يتهمون قوات سوريا الديمقراطية بالوقوف وراءه.
وكانت وكالة سبوتنيك الروسية نقلت عن الشيخ “إبراهيم خليل جدعان الهفل”، شيخ عام قبيلة العكيدات بأن السيارة التي كانت تقله مع خاله الشيخ مطشر وخاله الأخر وأحد أقربائهم تعرضت لإطلاق رصاص كثيف من قبل مسلحين ملثمين على دراجتين ناريتين بالقرب من حاجز تابع لقوات سوريا الديمقراطية على الطريق الواصل بين بلدتي ذيبان والشحيل بريف دير الزور الشرقي.
وسبق أن طالب الشيخ مطشر خلال لقاء بمظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية بإطلاق سراح المحتجزين من أهالي محافظة دير الزور في مخيم الهول، وانتقد الاعتقالات العشوائية والتجنيد والمنهاج الجديد الذي سعت الإدارة الذاتية فرضه على مدارس المحافظة.
وفي 30 من تموز الماضي، قتل المتحدث باسم قبيلة “العكيدات” في دير الزور، سليمان الكسار، وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن استهدافه، غير أن عدداً من أهالي المنطقة اتهم قوات سوريا الديمقراطية بالوقوف خلف استهدافه.
وشهدت مناطق دير الزور خلال الأسابيع الماضية احتجاجات شعبية ضد فرض ما تسمى الإدارة الذاتية منهاجاً تعليمياً اعتبره العديد من الأهالي والمدرسين أنه ينافي قيم أهالي المنطقة ويقدم معلومات مغلوطة عنها، كما يمجد الوحدات الكردية، ويغيب التاريخ العربي والإسلامي.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، على مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا وتتلقى دعماً عسكرياً ومادياً من قوات التحالف الدولي.
وتتهم تلك القوات والإدارة الذاتية التابعة لها بإقصاء المكونات الأخرى في المنطقة، وإقصاء الأحزاب الكردية المعارضة لها كذلك.
وكان تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أفاد في أيار الماضي، أن تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” يقصي العرب في إدارة الهياكل المدنية والعسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.