الأمم المتحدة: تنظيم “داعش” يحاول تثبيت قدمية في العراق وسوريا
حذر تقرير أممي من إمكانية استعادة تنظيم داعش توازنه في سوريا والعراق وذلك رغم تأكيد التحالف الدولي مؤخراً أن التنظيم أصبح ظلا لما كان عليه.
وقال تقرير صادر عن فريق التحليلات في مجلس الأمن الدولي إن تنظيم داعش لا يزال يستغل الثغرات الأمنية في العراق وسوريا للعودة وتنفيذ هجمات ويطمح للسيطرة على الأرض والسكان في هاتين الدولتين.
وأضاف التقرير الصادر في 23 من تموز، أن “التنظيم يقوم بتثبيت قدمه في العراق وسوريا ويظهر ثقة في قدراته على العمل بشكل متزايد في المناطق التي كانت معاقل سابقة له”.
غير أن التقرير أشار إلى أن “التنظيم حاليا مع ذلك ليس إلا جماعة متمردة مترسخة في المناطق الريفية، لا تملك القدرة على تهديد المناطق الحضرية بصفة مستمرة”.
كما لفت إلى أن “زعيم التنظيم الجديد أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى لم يفرض بعد نفسه بشكل واضح في وسائل الاتصال، وقد يبدو ذلك عاملا مقيدا لتأثيره وجاذبيته، وربما لتأثير وجاذبية التنظيم بأكمله”.
وأضاف أن “عمليات تنظيم داعش ازدادت في مناطق النزاع في العراق وسوريا، وهذا يشكل مصدر قلق للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي”.
وأشار إلى أن التنظيم يستغل تفشي فيروس كورونا من أجل المضي بجهود الدعاية وجمع التبرعات.
وحذر التقرير الأممي من أن “المجتمع الدولي قد يواجه المزيد من العقبات في مكافحة الإرهاب والخطاب المتطرف في حال تسببت جائحة كورونا بركود عالمي حاد”.
وقبل أيام استبعد التحالف الدولي قدرة تنظيم داعش على استعادة قوته في سوريا والعراق واصفاً بقايا التنظيم بأنّها “ليست سوى ظلّ لما كان عليه في السابق”.
وقال نائب قائد قوات التحالف الدولي، الجنرال الأمريكي، كينيث إيكمان، خلال مؤتمر صحفي، يوم 22 من تموز، إنّه رغم إدراك التحالف الدولي أنّه لم يتمّ القضاء على تنظيم داعش بالكامل غير أن اضمحلال قوة التنظيم سمحت للتحالف بخفض أعداد قواته في العراق.
وأضاف الجنرال الأمريكي أن التحالف بنى حتى الآن خططه على خطر عودة التنظيم لكن ذلك الأمر مستبعد، لأنه بكل بساطة لا يحدث.
وأوضح الجنرال أنّ تنظيم داعش يجد صعوبة في العثور على ملجأ حتى في المناطق الريفية، مضيفاً إن قادة التنظيم، وأمواله، ولوجستياته، ووسائل إعلامه ليست سوى ظلّ لما كان عليه في السابق، حسب تعبيره.
وأضاف أنّ القوات الأمريكية، التي تمثّل الجزء الأكبر من قوة التحالف في العراق وسوريا، سيتمّ تقليصها “ببطء (…) وبالتنسيق الوثيق مع الحكومة العراقية”.
وفي شباط الماضي، قال وكيل الأمين العام لمكتب مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، فلاديمير فورونكوف، إنه رغم فقدان تنظيم داعش آخر معاقله في سوريا، في ومقتل قائده، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدا إرهابيا عابرا للحدود.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في آذار 2019، القضاء على تنظيم داعش في سوريا والعراق بشكل نهائي.
وعقب ذلك قادت قوات التحالف الدولي عشرات العمليات العسكرية في سوريا والعراق ضد خلايا تنظيم داعش.
ولم يستطع التنظيم استعادة السيطرة على أي منطقة خسرها منذ إعلان هزيمته، غير أنه يشن بين الحين والآخر عمليات اغتيالات وتفجيرات وهجمات مباغتة ضد مواقع لقوات محلية في سوريا والعراق تؤازر التحالف.
وكان التحالف أعلن قبل أيام انتهاء المرحلة الثانية من عملية “ردع الإرهاب” التي نفذها بمشاركة قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- ضد خلايا تنظيم داعش شرقي دير الزور.