فيروس كورونا .. كيف ينتقل وهل ينحسر في درجات الحرارة كما كان متوقع

تتبادر الكثير من الأسئلة حول كيفية انتقال الفيروس من شخص إلى آخر وكيف ينتقل من الأسطح ويصيب الإنسان بالإضافة لعمر الفيروس ومتى يتوقف عن الانتقال من الشخص المصاب.

انتقال الفيروس بين البشر

في حديث خاص لراديو الكل مع الدكتور مازن خير الله استشاري الأمراض المُعْدية والإنتانية وأمراض العناية المركزة وأستاذ مشارك في جامعة نورث داكوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، يجيب عن هذه التساؤلات وغيرها
حيث يوضح د. خير الله أن الفيروس ينتقل بشكل أساسي عن طريق القطيرات التنفسية المنبثقة من الفوهات التنفسية للمريض أثناء السعال والعطاس وغير ذلك، ويحدث عندما يكون الشخص المصاب على مقربة من الشخص الآخر المريض بمسافة أقل من مترين وعند ملامسة السطوح الملوثة من مفرزات المريض ومن ثم لمس الوجه باليد الملوثة
وفيما يتعلق بانتقال الفيروس عن طريق البراز يقول د. خير الله “لم يسجل حتى الآن أنه ينتقل عن طريق الجروح أو عن طريق الدم أو حتى عن طريق البراز وإن كان انتقاله عن طريق البراز وارد لوجود الفيروس ضمن الجهاز الهضمي وإمكانية طرحه مع البراز، فمن الممكن في المستقبل أن نرى إثبات لحالات تم انتقال الفيروس فيها عن طريق البراز ولذلك نحن نقول أنه يجب الابتعاد عن مفرزات المريض كافة”.

العدوى من الشخص المصاب

أما عن العدوى فيبين د. خير الله أنها تبدأ خلال فترة الحضانة وخصوصًا في الأيام القليلة قبل ظهور الأعراض وهذا ما يجعل الأمر صعبًا في معرفة من هم الأشخاص المصابين والذين يمكن أن ينقلوا العدوى للآخرين، فيما تستمر العدوى طيلة فترة الأعراض وخصوصًا أعراض الحرارة وضيق النفس وآلام البلعوم.
كما يوضح أن هناك أشخاص مصابين لكن لا تظهر عليهم أعراض ويمكن أن يكونوا مصدرًا للعدوى مبينًا أنه من هنا تأتي سهولة انتشار المرض بين الناس وصعوبة عزل جميع الحالات المصابة.

انخفاض نسبة العدوى من الشخص المصاب

وبحسب د. خير الله فإن إمكانية العدوى تنخفض إلى حد كبير بعد انتهاء جميع الأعراض ومرور 24 ساعة بدون أية أعراض، منوهًا لوجوب الانتباه إلى أنه في البداية كان ذلك بمقدار ثلاثة أيام بدون أعراض لكن خلال الأيام الماضية غير “CDC” “مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ذلك وأصبح 24 ساعة، وأكد على أنه يجب أن لا يكون هناك أية أعراض بدون أخذ أية أدوية وكذلك يجب أن يكون قد انقضى عشرة أيام على الأقل منذ بداية الإصابة، موضحًا إأن هذه الاستراتيجية هي استراتيجية الاعتماد على الأعراض وبالتالي فهي عشرة أيام من بداية الإصابة، وآخر 24 ساعة يجب أن تكون بدون أعراض، ويمكن الاعتماد أيضًا على وجود سلبية لمسحة البلعوم أو ما يسمى “PCR” يتطلب ذلك مسحتين سلبيتين بفارق 24 ساعة إن توفر الفحص.


عمر الفيروس خارج جسم المضيف

وفيما يتعلق بعمر الفيروس فيقول د. خير الله “يختلف عمره حسب نوع السطوح التي يتوضع عليها الفيروس خارج الجسم لكن بشكل عام تتراوح بين يوم إلى ثلاثة أيام وقد تزيد عن ذلك ببعض الحالات، الفيروس يمكن أن ينتقل عن تواجده على هذه السطوح وملامسة أحد الأشخاص هذه السطوح بيديه ومن ثم لمس الأنف أو الفم أو العينين باليد الملوثة”.

درجات الحرارة والفيروس

وعن انحسار فيروس كورونا أثناء ارتفاع درجات الحرارة فيوضح د. خير الله أنه كان من المتوقع أن ينحسر الفيروس في فصل الصيف حيث إنه من المعروف أن الفيروس يتخرب كلياً بدراجات حرارة عالية تصل إلى 56 درجة مئوية وكذلك أيضًا الفيروسات من عائلة كورونا الأخرى من المعروف أنها موسمية بحيث أن إصاباتها تشتد في أشهر الشتاء وتخف في فصل الصيف.

وتابع د. خير الله “هذا ما كنا نتوقعه من فيروس كورونا المستجد في فصل الصيف الحالي لكن ما شهدناه هو استمرار الإصابات وزيادة عدد الحالات بشكل كبير في أشهر الصيف الحالي وفي بلدان حاراة مثل الخليج والسعودية وجنوب أميركا، وبالتالي يبدو أن الانتقال من شخص لآخر هو الأهم أكثر بكثير من السطوح المحيطة بنا، وما زال هذا الانتقال بدرجة عالية ويجب علينا الحذر وأخذ الاحتياطات من هذا الفيروس حتى ولو كانت درجات الحرارة عالية”.

إجراءات للحد من انتشار الفيروس

ويذكر د. خير الله خمسة إجراءات للوقاية والحد من انتشار الفيروس
أولاً: الابتعاد عن مصادر انطلاق هذا الفيروس وتواجده ويكون ذلك بالبقاء في المنزل وعدم مخالطة الآخرين عند عدم وجود أي داعي للخروج من المنزل وخصوصًا المتقدمين في العمر وأصحاب الأمراض المزمنة
ثانيًا: إذا كان لابد من وجود ضرورة للخروج من المنزل فعندها يجب ممارسة الابتعاد الاجتماعي بحيث عم نحافظ على عدم الاقتراب أكثر من مسافة مترين من الآخرين
ثالثًأ: يجب وضع الكمامة لكافة الناس والتي من شأنها أن تحمي الشخص السليم نفسه من التقاط الفيروس من الآخرين وكذلك تمنع انطلاق القطيرات التنفسية وصولها لأشخاص آخرين من الاشخاص المصابين حولنا وبالتالي هي حماية بالاتجاهين
رابعًا: يجب تجنب لمس السطوح وغسل اليدين بالماء والصابون وعدم لمس الوجه باليد التي يمكن أن تكون ملوثة وإذا كان ذلك غير موجود فيمكن استخدام المحلول والمعقم الكحولي
خامسًا: يجب تطهير السطوح ذات الاستعمال المشترك مثل “مسكات الأبواب والنوافذ وصنابير المياه والسطوح المكتبية” وما إلى ذلك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى