مجلس الأمن يخضع للضغوطات الروسية ويمدد إدخال المساعدات عبر معبر واحد فقط
خضع مجلس الأمن الدولي للضغوط الروسية، وتبنّى قراراً لتمديد آليّة إدخال المساعدات الإنسانيّة عبر الحدود إلى سوريا، مع تقليص جديد للآليّة فرضته موسكو بعد أن استخدمت “الفيتو” برفقة بكين ضد تمديدها في مناسبتين خلال 4 أيام، ما أدى إلى انتهاء صلاحية تفويض الآلية الجمعة.
ووافق المجلس بغالبيّة 12 صوتاً، مساء أمس السبت، 11 من تموز، على مقترح ألمانيّ بلجيكيّ ينصّ على إبقاء معبر باب الهوى مع تركيا مفتوحاً لمدّة عام، والتوقف عن عبور تلك المساعدات عبر معبر باب السلامة.
وامتنعت ثلاث دول عن التصويت هي روسيا والصين وجمهورية الدومينيكان، بحسب دبلوماسيّين.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس “إنه خبر سار لملايين السوريين، أنّ مجلس الأمن تمكّن أخيراً من الاتّفاق على اقتراحنا التوافقي”.
وانتقدت بلجيكا القيود التي فرضتها روسيا لتمديد الآلية، وقالت إنه “يوم حزين آخر لهذا المجلس وخاصة للشعب السوري”.
بدورها، قالت إستونيا، إنّه من أصل أربع نقاط عبور العام الماضي لم يبقَ حاليًّا سوى معبر واحد، في حين أنّ هناك ملايين الأرواح المعرّضة للخطر في شمال غربي سوريا.
بينما تحدثت روسيا في مؤتمر عبر الفيديو بعد التصويت، عن “نفاق” ألمانيا وبلجيكا في إجراء المفاوضات، وطلبت الصين من جهتها، من ألمانيا عدم إعطائها دروساً.
وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، دعا في وقت سابق السبت، روسيا والصين في تغريدة، إلى “الكف عن عرقلة التسوية”.
وتعتبر الأمم المتحدة أنّ الحفاظ على أكبر عدد ممكن من نقاط العبور أمر حيوي، لا سيما في ظل التهديد الذي يمثله فيروس كورونا المستجد الذي بدأ يتفشى في المنطقة.
وخلال جلسة صباح السبت، رفض أعضاء مجلس الأمن ثلاث تعديلات تقدمت بها روسيا والصين.
وطالبت روسيا خصوصاً بذكر أثر العقوبات الأحادية المفروضة على نظام الأسد، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة وأوروبا، غير أنها لم تتمكن من جمع أصوات كافية لتمرير تلك التعديلات.
وكانت موسكو قدمت مقترحين سابقين، نص الأول على تمديد الآلية لمدة 6 أشهر عبر معبر باب الهوى فقط، قبل أن ترفع صلاحية التمديد لمدة عام في المقترح الثاني، إلا أنها استخدمت الفيتو برفقة الصين ضد السماح بدخول المساعدات عبر معبرين.
وأمس الأول، استخدمت روسيا والصين، الفيتو للمرة الثانية خلال أيام ضد مشروع قرار تقدمت به ألمانيا وبلجيكا ينص على تمديد عمل معبري باب الهوى وباب السلام لنقل المساعدات إلى سوريا، ليكون بذلك الفيتو السادس عشر لروسيا والعاشر للصين بشأن قرارات مرتبطة بسوريا منذ بدء الثورة السورية عام 2011.
وتسمح آلية الأمم المتحدة التي أنشئت عام 2014 بإيصال المساعدات للسوريين بدون موافقة نظام الأسد.
وفي 10 من تموز، دعا المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، في مؤتمر صحفي، الدول الأعضاء إلى تمديد الآلية، لتمكين الأمم المتحدة من إيصال المساعدات إلى الداخل السوري.
ويوم الثلاثاء الماضي، اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا والصين بـ” استغلال مجلس الأمن الدولي كأداة لتنفيذ أجندتيهما الوطنية الضيقة على حساب ملايين السوريين الأبرياء”.
وكانت روسيا فرضت بعد استخدامها الفيتو، في 11 من كانون الثاني الماضي، خفضاً في عدد نقاط العبور الحدوديّة المسموح بها، من أربع نقاط إلى اثنتين، مقابل موافقتها على التمديد للآلية لمدة ستة أشهر فقط، بعد أن كانت تمدد سنوياً.
وهددت روسيا والصين حينها بوقف الآلية في حال إقرارها لعام كامل، أو استخدام الأمم المتحدة معابر مع الأردن والعراق لإدخال المساعدات.