ارتفاع عدد إصابات فيروس كورونا في الشمال المحرر إلى 3
استنفار طبي وتحذيرات من ارتفاع عدد إصابات كورونا في المناطق المحررة
سجلت المناطق المحرر، أمس الجمعة، إصابتين جديدتين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، ما رفع العدد الكلي إلى 3 بعد إصابة يوم الخميس الأولى، ليعم الاستنفار الطبي عموم المناطق المحررة، وسط دعوات للوقاية وتحذيرات من ازدياد الإصابات.
وبحسب مراسلة راديو الكل في حلب، سُجلت الإصابتان الجديدتان لطبيبين هما (ناصر المفلح أخصائي جراحة أطفال، ومحمد البيطار اختصاص جراحة فكية) يعملان في مشافٍ عدة بريفي حلب وإدلب.
وأضافت مراسلتنا، أن هذين الطبيبين زارا عدة مشافي في المناطق المحررة منها مدينة اعزاز ومشفى أطمة.
بدوره، قال مراسل راديو الكل في إدلب، إنه تم إغلاق مشفى النسائية والأطفال في مدينة أطمة شمالي المحافظة، بعد التأكد من أن إحدى الإصابتان المسجلتان أمس هي لطبيب يعمل في هذا المشفى.
كما نقلت مراسلتنا في حلب، عن مصدر طبي في مشفى مدينة عفرين العسكري، تأكيده وجود حالة اشتباه بكورونا دخلت المشفى أمس، وتم تحويلها إلى مركز للحجر الصحي في إدلب للتأكد من نتيجة الاختبار.
من جانبه، قال المجلس المحلي لمدينة الباب شرقي حلب على “الفيس بوك”، أنه تم أخذ عينات من المخالطين للإصابة الأولى التي سجلت في الشمال، وإرسالها للدراسة المخبرية كما تم الحجر على جميع المخالطين ووضعهم تحت المراقبة، مطالباً الأهالي بالتقيد بالإجراءات الوقائية.
وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الطبيب مرام الشيخ، توقع أمس، ازدياد عدد الحالات الإيجابية والمصابة بفيروس كورونا بشكل طفيف حتى نهاية شهر آب، وبعدها يمكن أن يكون هناك ازدياد حاد بعدد الاصابات وقد يفوق طاقة النظام الصحي على الاستيعاب.
وأشار الشيخ، إلى أنه يجب التركيز الآن خلال هذه الفترة على تعزيز وتقوية النظام الصحي ليكون مستعداً لاستيعاب عدد المرضى ويكون على أهبة الاستعداد الكامل لمواجهة أي تطورات قادمة.
وتجنباً لانتقال الفيروس عملت فرق الدفاع المدني ومديريات الصحة الحرة والمجالس المحلية على توعية المدنيين بطرق الوقاية من الفيروس وتجنيب أنفسهم العدوى، حيث نشروا على معرفاتهم الرسمية نصائح وإرشادات بهذا الخصوص.
ومنذ أمس أوقفت مديرية صحة إدلب الحرة العمليات الباردة والعيادات الخارجية في كافة المشافي والمراكز الصحية بالمحافظة لمدة أسبوع.
كما دعا الائتلاف الوطني، المؤسسات الدولية إلى دعم الشمال السوري المحرر “بما يلزم لمنع أي فرصة لانتشار فيروس كورونا، مع ضمان وصول المساعدات اللازمة”.
في حين قالت حكومة “الإنقاذ”، إن “المنظمات الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية مدعوة للمشاركة في تحمل مسؤوليتها أمام التجمع البشري الكبير في الشمال المحرر، والذي يهدد المنطقة كاملة ولن يقتصر على الشمال”.
معبر باب الهوى كذلك أغلق أبوابه اليوم أمام المسافرين لمدة 3 أيام قابلة للتمديد حسب تطور الظروف، وأبقى على الحركة التجارية والإغاثية فقط.
وكانت محافظة إدلب سجلت مساء الخميس، الإصابة الأولى بالفيروس لأحد الطواقم الطبية العاملة في مشفى باب الهوى، حيث أغلقت المشفى وعملت على تتبع الحالات المخالطة.
ويعاني القطاع الصحي في المناطق المحررة وخاصةً إدلب من تدني القطاع الصحي ورداءته بسبب قصف النظام وشح الدعم، ما يضعه أمام مسؤولية كبيرة في حال تفشى الفيروس بالمنطقة وبقي الوضع ذاته.
وكانت الصحة العالمية وعدت بتزويد القطاع الصحي في إدلب والمناطق المحررة بالمعدات اللازمة لمواجهة هذا الفيروس.
وقبل أيام حذرت الصحة العالمية، من ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا في منطقة شرق المتوسط، ولا سيما في الدول التي تشهد صراعات مثل سوريا، قائلةً إنها “تشعر بالقلق إزاء انتشار مرض كوفيد-19 في البلدان التي مزقتها الحروب، مثل سوريا واليمن وليبيا”.
وحتى اليوم، أعلن النظام تسجيل 394 إصابة بكورونا توفي منها 16 في مناطق سيطرته، بينما سجلت المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية إصابتين توفيت منها واحدة.
والشهر الماضي، شككت منظمة الصحة العالمية بالأرقام الرسمية التي يقولها النظام عن كورونا، وقال ريتشارد برينان مدير عمليات الطوارئ في المنظمة، إن الأرقام الرسمية للإصابات بكورونا في سوريا أقل بكثير على الأرجح من الأعداد الحقيقية، وهذا ليس مقتصراً على سوريا على الإطلاق“.
وأضاف أن كوفيد-19 بدأ بانتشار بطيء في العراق ومصر وتركيا ثم تسارع وأن الأمر ذاته متوقع في سوريا.