“دير شبيغل”: عائلة الأسد وراء شحنة المخدرات الإيطالية وهذا سبب اتهام داعش
شككت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، بالرواية التي قدمتها الشرطة الإيطالية حول مصدر شحنة الحبوب المخدرة التي صادرتها مؤخراً، مؤكدة أنها عائلة الأسد تقف وراءها وليس تنظيم داعش.
وضبطت الشرطة الإيطالية في الأول من تموز الحالي، كمية قياسية من الحبوب المخدرة (الأمفيتامين) تبلغ 14 طناً، مؤلفة من 84 مليون حبة كبتاغون سورية المنشأ، ووصفت العملية آنذاك بأنها “أكبر عملية مصادرة أمفيتامين على المستوى العالمي”.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته أول أمس، 3 من تموز، إن البحث الذي أجرته للتحقق ممن يقف وراء عملية إرسال الحبوب المخدرة، خلص إلى أن شبكة من المقربين لعائلة الأسد هي من يقف خلف إرسال المخدرات إلى إيطاليا.
وذكرت مصنع تلك الحبوب يقع في قرية البصة في مدينة اللاذقية، وتعود ملكيته لسامر كمال الأسد، ابن عم رأس النظام بشار الأسد، وقد تم تمويه نشاطات ذلك المصنع على أنه شركة لتصنيع مواد التغليف.
وأضافت الصحيفة، أن عمليات نقل تلك الحبوب المخدرة وإخفائها أشرف عليها رجل أعمال سوري يُدعى “عبد اللطيف حميدة”، الذي افتتح في حلب قبل عدة أسابيع معملاً لإنتاج بكرات الورق، وهي الوسيلة التي استخدمت في إخفاء تلك الكمية الضخمة حبوب الكبتاغون.
وعقب إخفاء الحبوب داخل البكرات، تم استئجار ثلاث حاويات من شركة بحرية إيطالية تدعى “تاروس”، تُخدّم عدة موانئ في البحر المتوسط.
وبحسب الصحيفة الألمانية، تسيطر عائلة الأسد على ميناء اللاذقية، وتم تأجيره في الخريف الماضي لإيران التي قامت حليفتها مليشيات حزب الله اللبناني بتقديم مساعدة في عمليات إنتاج المخدرات في سوريا باستخدام خبرتها في التصنيع والتزود بالمكونات الكيميائية اللازمة للتصنيع.
وذكّرت الصحيفة، بأن ذلك الميناء كان خلال العام الماضي مصدراً لعدد من شحنات الحبوب المخدرة الضخمة، حيث صادر محققون يونانيون في تموز الماضي 5,25 طناً من الكبتاغون وكانت حينها أكبر كمية.
وصادرت السلطات الأمنية في إمارة دبي خلال مداهمتين 5,6 طن من حبوب الكبتاغون المخدرة سورية المصدر.
وفي نيسان الماضي، عثرت الجمارك المصرية، في شحنة وصلت من ميناء اللاذقية، على أربعة أطنان من الحشيش، معبأة داخل علب حليب تعود ملكية العلامة التجارية التي تحملها لرامي مخلوف ابن خال بشار الأسد.
وفي ذات الشهر، عثر محققون سعوديون على شحنتين تحويان 44,7 مليون حبة كبتاغون، أخفي نصفها في علب لشراب المتة تحمل علامة تجارية سورية، وقد اشتكت الشركة صاحبة العلامة من استغلال عبواتها رغم ارتباطها بماهر الأسد شقيق رأس النظام والقائد العسكري في قواته.
وأكدت الصحيفة أنه لا يمكن أن يخفى وجود عصابة سورية للمخدرات تديرها عائلة الأسد على السلطات الإيطالية.
وفي معرض إجابتها عن سؤال حول إثباتات تورط تنظيم داعش، قالت إدارة الوحدة الايطالية التي ضبطت عملية التهريب، “غارديا دي فينانسا”، إنها أجابت على كل شي يمكنها الحديث عنه حتى الآن، ولكن في حديث جانبي للصحيفة الالمانية اعترف مدير إدارة “غارديا نابوليتانو” أنهم لا يمتلكون أي براهين على نظرية امتلاك تنظيم داعش للكبتاغون، بينما لم تُجب الشركة البحرية تاروس مطلقاً على أسئلة دير شبيغل.
وأكدت الصحيفة، أن إنتاج مخدرات صناعية على هذه النحو يفوق قدرة إمكانيات تنظيم داعش حالياً، ولاسيما أن من تبقى من مقاتلي تنظيم داعش مُبعثرون في الصحراء السورية العراقية، وبعيدون عن المدن وبالتأكيد بعيدون عن أي مرفأ بحري.
وعن أسباب اتهام السلطات الايطالية لتنظيم داعش، قالت الصحيفة إن الحكومة الايطالية الحالية التي تستورد الفوسفات من سوريا لاتريد تعكير العلاقات مع دمشق، كما دعت الحكومة الإيطالية السابقة رئيس أجهزة الأمن اللواء علي مملوك بطائرة خاصة لاجتماع حكومي.
فيما اعتبر الصحفي دانييلي رينيري، خبير الشرق الأوسط والشؤون الإيطالية، أن فكرة نسب أكبر شحنة مخدرات مُصادرة عرفها العالم للجهاديين الأكثر رعباً في العالم، هي “فكرة إثارة تقليدية” لجعل القصة أكبر وأجمل، فهي بمثابة “وضع حبة كرز فوق صحن من الآيس كريم”.