تصاعد التوتر بين “تحرير الشام” وغرفة عمليات “فاثبتوا” في إدلب
زاد التوتر بين “هيئة تحرير الشام” وغرفة عمليات “فاثبتوا” في إدلب على خلفية اعتقال الأولى لـ “أبو مالك التلي” (جمال زينية) مسؤول اللجنة العسكرية في “فاثبتوا”، والتي حذرت من عدم إطلاق سراحه.
وقالت مصادر محلية لراديو الكل (رفضت كشف اسمها لضرورات أمنية) إن غرفة عمليات “فاثبتوا” نشرت منذ مساء أمس أربعة حواجز عسكرية على الطريق الواصل بين مدينة أرمناز ومدينة إدلب، كما أن “تحرير الشام” نشرت حاجزين على ذات الطريق.
وبحسب المصادر ذاتها دارت اشتباكات وإطلاق نار بين الطرفين منذ مساء أمس وحتى فجر اليوم على أطراف مدينة إدلب من جهة معمل الكونسروة، ما أدى إلى وقوع ثلاث إصابات واحدة لامرأة في مدينة إدلب وإصابتين في مخيم وادي خالد.
أما الآن فتسود حالة من الهدوء الحذر في محيط إدلب إلا أن الحواجز التي نصبها الطرفان ما تزال في مكانها على طريق أرمناز -إدلب.
من جانبه علق فريق منسقو استجابة سوريا على التوتر قائلاً: نطالب، “بإيقاف عمليات الاعتداء المتكررة على السكان المدنيين بشكل فوري، و الاستهداف العشوائي للمناطق السكنية”.
كما جذر الفريق “الفصائل العسكرية من الاقتراب أو توسيع نقاط الاشتباكات بالقرب من المخيمات العشوائية ومراكز الإيواء المنتشرة فى المنطقة”.
وتعود خلفية هذا التوتر إلى، اعتقال “تحرير الشام” أول أمس، “أبو مالك التلي”، لما قالت إنه تجنب “المزيد من التفرقة والشقاق”، بعد تشكيله فصيل خاص، في إشارة إلى مشاركته في تشكيل غرفة عمليات “فاثبتوا” في 12 حزيران الجاري.
اعتقال “التلي” دفع “فاثبتوا”، إلى مطالبة “تحرير الشام” بإطلاق سراحه وسراح “أبو صلاح الأوزبكي” وآخرين يتبعون للغرفة كانت “تحرير الشام” اعتقلتهم سابقاً.
وطالبت “فاثبتوا” في بيانٍ لها، بالإفراج الفوري عن هؤلاء و”التوافق على قضاء مستقل يفصل فيما يثار من دعاوى مزعومة بعيداً عن التسييس وتصفية الحسابات”.
وأضافت أنه وفي حال لم يتم ذلك “فليتحمل من اعتدى وبغى نتائج الأمور في الدنيا والآخرة”، ولم يصدر أي تعليق من “تحرير الشام” على طلبات “فاثبتوا” حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وشغل “التلي” مركز أمير جبهة النصرة (الاسم السابق لتحرير الشام)، في منطقة القلمون الغربي، قبل أن ينتقل إلى محافظة إدلب في 2017 بموجب اتفاق التسوية.
وبحسب “تحرير الشام” يسعى “التلي”، “منذ فترة طويلة للخروج من الجماعة لتشكيل فصيل خاص، وهو قائم أصلا على بعض الملفات التي كلفته بها الجماعة (تحرير الشام)”.
والجمعة في 12 حزيران الجاري، أعلنت خمس تنظيمات مقاتلة في الشمال السوري المحرر، تشكيل غرفة عمليات ضد من أسمتهم “المعتدين”، بمشاركة جميع التنظيمات التي تُكون غرفة عمليات “وحرض المؤمنين”.
وتحمل غرفة العمليات الجديدة بحسب بيانٍ لها، اسم “واثبتوا” وتضم كلاً من “تنسيقية الجهاد” و”تنظيم حراس الدين” و”جبهة أنصار الدين” و”جماعة أنصار الإسلام” و”لواء المقاتلين الأنصار”.
وكان “أبو مالك التلي” أحد المشاركين في تشكيل هذه الغرفة (فاثبتوا)، الأمر الذي دفع “تحرير الشام” لاعتقاله.
وتسيطر “تحرير الشام” بشكل شبه كامل على محافظة إدلب، فيما تنتشر مجموعات تابعة لغرفة عمليات “فاثبتوا” على الأطراف الغربية من مدينة إدلب وسرمدا وفي مناطق عدة من خطوط التماس مع النظام.