الحكومة المؤقتة تعلن رسمياً بدء استخدام الليرة التركية في الشمال المحرر
أعلنت الحكومة السورية المؤقتة بدء طرح الليرة التركية في الشمال السوري المحرر، بعد التذبذب المتواصل لليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وقال رئيس وزراء الحكومة السورية المؤقتة، عبد الرحمن مصطفى أمس، 9 من حزيران، إنه تم اتخاذ الخطوة الأولى في مسيرة ضخ الفئات النقدية الصغيرة من العملة التركية في الشمال المحرر، مشيراً إلى أن تلك الخطوة ستتبعها المزيد من الخطوات.
وأضاف المصطفى عبر حسابه على تويتر أن الخطوة جاءت بعد تسارع انهيار الليرة السورية، حيث تم تكثيف اللقاءات مع المسؤولين الأتراك لتدارك الأمر، والحفاظ على ما تبقى من مدخرات المواطنين.
مراسلة راديو الكل في مدينة اعزاز قالت إن مكاتب خدمة البريد التركي “ptt” بدأت بطرح قطع معدنية من العملة التركية من فئتي ليرة ونصف ليرة، لم تكن متوفرة في الأسواق من قبل.
وأضافت أن الأسواق تشهد حالة من الارتباك، مع تحول شبه كامل من قبل التجار والباعة إلى التسعير بالليرة التركية، فيما يضطر الأهالي لتبديل العملة السورية من محلات الصرافة.
وسبق أن أعلنت الحكومة المؤقتة نهاية العام الماضي عزمها ضخ أوراق نقدية من فئة خمسة وعشرة و20 ليرة تركية، في أسواق المناطق المحررة، بغية الحفاظ على القوة الشرائية للأهالي، قبل أن تتراجع عن تنفيذ تلك الخطوة دون توضيح الأسباب.
وخلال الأيام الماضية طالبت مجالس محلية في ريف حلب الشمالي الأهالي باعتماد الليرة التركية في المعاملات التجارية وتسعير السلع، ريثما يستقر الوضع المالي بثبوت سعر صرف الليرة السّورية، أو اعتماد اللّيرة التّركية عملة بديلة بشكل دائم.
ودعا المجلس المحلي لمدينة مارع في بيان الأهالي الأحد الماضي إلى تثبيت أسعار البضائع والاتفاقات المالية الصّغيرة والمتوسطة بالليرة التركية، والكبيرة بالدولار الأمريكي.
بدوره طالب المجلس المحلي لمدينة اعزاز، في بيان، التجار وأصحاب المنشآت والمعامل بجعل أجور العمال وكافة المعاملات المالية بالليرة التركية، حفاظاً على حقوق الأهالي.
وفي مطلع العام الجاري، قررت المجالس المحلية في مدن أعزاز ومارع وصوران وأخترين والراعي بريف حلب الشمالي، تسعير ربطة الخبز بالليرة التركية، وذلك بعد تهاوي سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.
وخلال الأيام الماضية، تذبذب سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، ليسجل الدولار أول أمس 3200 ليرة، قبل أن ينخفض اليوم إلى مستوى 2750 ليرة في دمشق، بحسب موقع الليرة اليوم، فيما لا يزال المصرف المركزي التابع للنظام يحدد سعر صرف الدولار بـ 700ليرة.
وتسارع انهيار الليرة مؤخراً بعد أن طفى إلى السطح خلاف بين رامي مخلوف ابن خال رأس النظام بشار الأسد من جهة، وبين حكومة النظام من جهة أخرى، إضافة إلى اقتراب الموعد الذي حددته الإدارة الأمريكية لدخول قانون قيصر حيز التنفيذ.
وهدد مخلوف في وقت سابق بعواقب كارثية على الاقتصاد السوري في حال عدم حل الخلافات بين شركاته وحكومة النظام، التي تطالبه بتسديد مبلغ يقدر بنحو 233 مليار ليرة كغرامات وضرائب.
في حين أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، مطلع أيار الماضي، أن قانون “قيصر”، الذي سيفرض عقوبات على النظام وداعميه، سيدخل حيز التنفيذ خلال شهر حزيران الجاري.