روسيا تقول “لا” لمشروع بيان في مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار بإدلب
عرقلت روسيا، مساء الأربعاء، مجلس الأمن الدولي من إصدار مشروع بيان يدعو إلى وقف إطلاق النار في محافظة إدلب، بالتزامن مع دعمها قوات النظام لعملية عسكرية في شمال غربي سوريا.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نيكولاي ريفيير، عقب جلستين لمجلس الأمن؛ الأولى علنية والثانية مغلقة، بشأن الوضع في إدلب.
وقال ريفيير، إن روسيا رفضت إصدار مشروع بيان رئاسي يدعو إلى وقف إطلاق النار في إدلب، ورداً على أسئلة الصحفيين بشأن أسباب الرفض الروسي، اكتفى السفير الفرنسي بقوله: “رد علينا الروس بكلمة واحدة.. لا”.
من جانبه، قال السفير البلجيكي مارك بيكستين، الذي تتولي بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن، “لم نتمكن من إصدار أي شيء بشأن إدلب”.
وأضاف للصحفيين: “حاولنا أن يكون لمجلس الأمن صوت في هذا الموضوع لكننا لم نستطع”، وقال: “سوف نواصل مراقبة الوضع عن كثب لأنه من المهم للغاية أن يقوم المجلس بدوره في هذا الصدد”.
وأوضح أن بلجيكا تعتبر أن اتفاق أستانة أصبح ميتاً، وهناك حاجة جديدة لطرح مبادرة من قبل الأمم المتحدة للتعامل مع هذا الملف ونعتقد أن ذلك أمراً بالغ الأهمية”.
وخلال الجلسة العلنية لمجلس الأمن حول إدلب، أكد مندوبو فرنسا وبلجيكا وألمانيا، لدى الأمم المتحدة ما اعتبروه إخفافاً واضحا لمسار أستانة مع تحميل روسيا المسؤولية كاملة عن ذلك، وشددوا على أن “الوضع الإنساني الحالي في إدلب هو نتيجة للخيارات العسكرية والسياسية للنظام”.
من جهته، جدد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، المطالبة بضرورة وقف إطلاق النار فوراً في شمال غربي سوريا، مع اقتراب العمليات العسكرية من المناطق الحدودية ومعبر باب الهوى والتي تضم أعداداً كبيرة من المدنيين.
وأضاف بيدرسون، أن “روسيا ضالعة في العمليات العسكرية”، التي تشنها قوات النظام في إدلب، وطالب في الوقت نفسه تركيا ورسيا بالعمل على وقف التصعيد.
بدوره، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، من أن “القتال يتحرك بسرعة في إدلب”، مطالباً مجلس الأمن بضرورة العمل لوقف إطلاق النار في سوريا.
وقال لوكوك، إن نحو 100 مدني قتلوا خلال النصف الأول من شباط الحالي جراء قصف جوي وبري في شمال غربي سوريا، في حين بلغ عدد النازحين منذ كانون الأول الماضي نحو 900 ألف أكثر من نصفهم أطفال.
وأكد لوكوك، أن “العمليات الإنسانية تتواصل عبر الحدود من تركيا، لكن تلك الجهود بحاجة إلى 336 مليون دولار إضافية، لمساعدة 800 ألف، خلال الأشهر الـ 6 المقبلة”.
وتشن قوات النظام، مدعومةً بالطيران الحربي الروسي، منذ منتصف كانون الثاني الماضي هجوماً عنيفاً على شمال غربي سوريا، سيطرت خلاله على كامل مدينة حلب، وعلى كامل الطريق الدولي “دمشق – حلب” المعروف بـ “M5″، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2012.
راديو الكل – وكالات