هل تستبق هدنة ادلب حلا سياسيا يستبعد ايران ، أم معركة كبيرة بمشاركتها ؟
أرخت الهدنة بمفاعيل بنودها غير المعلنة على شمال غرب سوريا ، في وقت يعمل فيه النظام وكأن هذه الهدنة غير موجودة ، ويواصل الدفع بتعزيزات الى ريف حلب الغربي ، بينما يعلن الروس عن فتح معابر لاخراج الأهالي ، ربما يكون تمهيدا لعمل عسكري بعد انقضاء مدة هذه الهدنة بعد نحو عشرين يوما أو باتجاه بلورة حل سياسي .
حالة من الحذر والترقب تسود مناطق ادلب والشمال عموما ، بعد اعلان الهدنة التي وان جاءت باعلان روسي تركي إلا انها لم تختلف بنظر الأهالي عن سابقاتها من الهدن التي يعلنها الروس والنظام ، من أجل خرقها والإستعداد لمرحلة أخرى من قضم المناطق ، إلا أن فصائل المعارضة لا تزال على أهبة الاستعداد وسترد على القصف كما يقول النقيب ناجي المصطفى الناطق الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير .
النقيب مصطفى نفى الرواية الروسية حول قيام الفصائل بقصف مناطق في حلب وقال إن النظام يبحث مع كل هدنة عن ذرائع ليواصل استهداف المدنيين .
الهدنة الآن جاءت بعد أكثر من أربعة أشهر من هدنة أخرى لم تؤدي سوى الى المزيد من قضم الأراضي واتباع سياسية الأرض المحروقة ، إلا انها وعلى الرغم من ذلك فقد أعطت الأهالي نوعا من الارتياح مع الحذر كما يقول محمد سلامة المتحدث باسم الهيئة السياسية في محافظة إدلب
بالتزامن مع الهدنة المعلنة القى النظام بمنشورات ، يدعو فيها الأهالي الى الخروج من معابر أقامها إلا أن الأهالي بحسب محمد سلامة يرفضون ولا سيما أن غالبيتهم من المهجرين أكثر من مرة وليس لديهم اي ثقة بالنظام .
ويحاول الروس من جانبهن ومن خلال موافقتهم على الهدنة وفتح معابر لاخراج المدنيين ، اظهار انفسهم بأنهم مهتمون بحماية المدنيين ، وبالسلم كما يقول المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد أحمد حمادة
وفي البعد السياسي للظروف المحيطة بالهدنة ، يرى الدكتور طلال المصطفى الأكاديمي والباحث في مركز حرمون للدراسات أن هناك توجها سياسيا جديدا يرجح أن يكون خارج سوتشي واهم مافيه استبعاد الدور الايراني مع تعزيز التعاون مع تركيا
الحل السياسي كما يراه الدكتور مصطفى وبحسب مؤشرات متعددة لن يرضي النظام ، لكنه في نفس الوقت من شأنه تحقيق مصالح لروسيا والولايات المتحدة وتركيا ، ولا سيما في ضوء تحركات روسية في الآونة الأخيرة تشير الى سعي موسكو للسيطرة على مختلف مناطق البلاد.
راديو الكل ـ تقرير فؤاد عزام