تراجع قياسي جديد لسعر صرف الليرة
واصلت الليرة السورية ، اليوم الاربعاء ، تراجعها، مقابل الدولار الأمريكي سجلت أدنى مستوى لها على الإطلاق ، بعدما تخطى الدولار حاجز 740 ليرة وسط صمت مريب من جانب مسؤولي النظام ازاء ازدياد الأوضاع المعيشية صعوبة على الأهالي
وحملت وسائل اعلام النظام وأعضاء بما يسمى مجلس الشعب حكومة النظام المسؤولية عن استمرار تراجع سعر صرف الليرة السورية . دون الإشارة الى الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة التي أثقلت كاهل الأهالي بعد أن وعدهم بشار الأسد بالنصر والانتهاء من الأزمة الأقتصادية بعد سيطرته على مناطق كانت بيد المعارضة .
النائب في مجلس الشعب مجيب الدندن وصف بحسب ما نقلت عنه صحيفة الوطن صمت الحكومة أمام ما يجري في سعر الصرف والأسعار واشتداد الفقر بأنه صمت مريب وسط تخوف المواطنين وقال : وكأن الحكومة والفريق الاقتصادي لا يرون بوضوح ما يجري في السوق، فليس هناك إجراءات حقيقية لمعالجة هذا الواقع
وأضاف أن الوضع الاقتصادي أصبح لا يطاق، والوضع صعب لكل مواطن سوري، فاليوم لم يعد الدخل يتناسب مع النفقات الباهظة وارتفاع الأسعار، ونحن نرى أن الحكومة لم تقم بإجراءات جدّية .
الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، والمسؤول الحكومي السابق الدكتور شفيق عربش، بين أنه يقرأ الصمت الحكومي أمام ما يحدث في الأسواق بـالعجز وبأنه تعبير عن أن الحكومة بعيدة عن الواقع، وتمارس بعض أنواع ردود الأفعال التي لا تثمر شيئاً، فلذلك صمت الحكومة أفضل من كلامها الذي يزيد لهيب الأسعار الذي يكوي أغلب أفراد المجتمع .
وعقدت مؤخرا جلسة ضمت حاكم المركزي ورجال أعمال وتجار لدعم الاقتصاد الوطني والليرة السورية، بعد هبوطها لمستوى قياسي ووصولها إلى نحو 690 ليرة، وتم الاتفاق على ضخ ملايين الدولارات لدعم الليرة , الا أن ما سمي بمبادرة رجال الأعمال توقفت ولم يعد بمقدور أصحابها ضخ دولار بالمصرف المركزي . الذي كان اعلن نائب مديره محمد حمزة مؤخراَ بأنه لن يتدخل في السوق ولا بدولار واحد، مثل السابق.
وكان سعر صرف الدولار مقابل الليرة مستقراَ خلال العامين الماضيين، عند 450 – 500 ليرة، لكنه بدأ بالارتفاع بشكل تدريجي، في أواخر كانون الثاني الماضي، فوق 500 ليرة ليصل حاليا إلى أكثر من 725 ليرة.
وشكل تراجع سعر قيمة الليرة أعباء إضافية على الأوضاع المعيشية الصعبة للأهالي مع استمرار ارتفاع أسعار المواد الأساسية وتجاوزها العشرين بالمئة خلال عدة أيام، كما تقول وسائل إعلام النظام، وسط توقعات بأن يصل الدولار إلى حدود الألف ليرة،عمقها حديث بشار الأسد الأخير عن الاقتصاد وعدم تقديمه حلولاً، مكتفياً بشن هجوم على الولايات المتحدة التي سيطرت على حقول النفط شرق الفرات، في ظل تعمق أزمة إيران الاقتصادية نتيجة العقوبات وانخفاض الدعم الاقتصادي الإيراني للنظام.
وتصل تكاليفُ معيشةِ أسرةٍ وسطيةٍ مكونةٍ من خمسةِ أشخاصٍ وتقطنُ في دمشقَ إلى نحوِ 325 ألفَ ليرةٍ سوريةٍ عدا نفقاتِ أجورِ السكن
وذكر مكتبُ الأممِ المتحدة لتنسيق الشؤونِ الإنسانية في سوريا في تقريرٍ أنَّ 83% من السوريين يعيشونَ تحتَ خطِ الفقرِ، كما أنّ 33% من السكان في سوريا يعانونَ من انعدام الأمن الغذائي.
وقدَرَ التقريرُ أنَّ 11.7 مليون سوري بحاجةِ لشكل من أشكالِ المساعداتِ الإنسانيةِ المختلفة، كالغذاءِ والمياه والمأوى والصحةِ والتعليم، وأوضحتِ البيانات أنَّ العددَ الأكبرَ من المحتاجينَ للمساعدات يتواجدونَ في حلب، تليها ريفُ دمشق، ثم إدلب، وأنّ عددَ المحتاجين للمساعدة في أماكنَ يصعبُ الوصول إليها يبلغُ أكثرَ من مليون سوري.
راديو الكل ـ تقرير