الليرة السورية تتراجع بشكل غير مسبوق أمام الدولار

ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية في دمشق وباقي المناطق التي تخضع لسيطرة النظام مع استمرار تراجع سعر صرف الليرة، بحسب ما أورده موقع أخبار سوريا الاقتصادية التابع للنظام، بينما عزا مركز مداد للأبحاث الذي يتبع للنظام أيضاً انخفاض قيمة الليرة التي تجاوزت 680  أمام الدولار إلى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي والاضطرابات في كل من لبنان والعراق إضافة إلى عملياتِ المضاربة على الليرة السورية

قالت مواقع تابعة للنظام إنّ أسعار المواد الاستهلاكية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام القليلة الماضية وأوردت قائمة بأسعار بعض المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها مثل الرز والبرغل وغيرها.

ومن جانبه أرجع مركز مداد للأبحاث التابع للنظام إلى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي في المناطق الشمالية والشرقية من سورية بسبب الأوضاع الميدانية في تلك المنطقة، والاضطرابات في كل من لبنان والعراق، والتي أثرت سلباً على كمية المعروض من القطع الأجنبي إضافة إلى عمليات المضاربة على الليرة السورية وكذلك التطورات السياسية المتعلقة بالأزمة السورية، وانعكس انخفاض قيمةُ الليرة أمام الدولار على أسعار المواد الاستهلاكية؛ إذ تشهد الأسواق السورية موجة غلاء غير مسبوقة لجميع المنتجات والسلع المحلية والمستوردة، في حين أنّ متوسط الرواتب والأجور لا يزال بحدود 40 ألف ليرة سورية شهرياً بمعدل دولارين يومياً للموظف الحكومي.

وتوقع محللون أن تتواصل قيمة الليرة السورية بالانخفاض، في ظل استمرار تدهور الاقتصاد وعدم وجود احتياطيّ من القطع الأجنبي لدى المصرف المركزي السوري.

وقال الباحث الاقتصادي مرشد النايف: “إنّ اقتصاد النظام يتآكل والوضع سيزداد سوءاً وستشهد المرحلة المقبلة موجات تضخمية كبرى واختناقات في السلة السّلعية”، مشيراً إلى أنّه بغياب وجود النقد الأجنبي فإنّ البنك المركزي لا يستطيع التدخل في السوق لرفع قيمة الليرة، في حين أنّ آلة الإنتاج والثروات تقلّصت إلى أكثر من خمسين في المئة.

وعزا سمير طويل الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي انهيار الليرة السورية إلى عدة عوامل من بينها التضخم وتراجع التصدير.

وتسود مناطق النظام حالة من الخيبة إزاء الوعود الرسمية الكاذبة بأنّ السيطرة على المزيد من المناطق ودحر ما يسميه النظام بالإرهاب سينهي المعاناة المعيشية للأهالي، في حين ازداد الفقر في ظل هزيمة اقتصادية تزداد انعكاساتها على الشرائح الأكثر فقراً.

وكان حاكم مصرف سوريا المركزي حازم قرفول عزا ارتفاع الدولار إلى ما وصفه بالحملة الممنهجة للنّيل من الاقتصاد السوري والعملة الوطنية، المترافقة مع قانون “سيزر” الذي فرضته الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنّ انخفاض الليرة في المدة الأخيرة سببه تواطؤ بعض المستفيدين.

وانخفضت قيمة الليرة السورية بشكل متسارع أمام العملات الأجنبية متجاوزةً لأول مرة في تاريخها عتبة الـ 680  أمام الدولار، وهو رقم غير مسبوق، في تاريخ الليرة، مترافقاً ذلك مع ازدياد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للأهالي في البلاد سوءاً في ظل الغلاء وشحّ الخدمات الضرورية، في وقت أكدت الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها أنّ وضع الأمن الغذائي في سوريا كارثي، بينما يصدر المصرف المركزي بياناً يؤكد فيه أنّ فئة الخمسين ليرة ما زالت معتمدة ولم يتم سحبها كما يتم تداوله.

راديو الكل ـ تقرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى