تركيا تقول إنَّ روسيا والولايات المتحدة لم تلتزما بالاتفاقات معها
أكدَتْ تركيا أنَّ الوحداتِ الكردية لا تزالُ في المنطقة الآمنة وفي منطقتي منبج وتل رفعت رغمَ الاتفاقات التركية مع روسيا والولايات المتحدة، وأنَّ التزامَها بالاتفاقاتِ ستكونُ مرتبطةً بالتزامِ هاتين الدولتين، مشيرةً إلى استمرارِ تحرشاتِ عناصرِ منظمةِ “بي كا كا/ ي ب ك” ضدَ منطقةِ عمليةِ “نبع السلام” شمالي سوريا.
قال الرئيس رجب طيب أردوغان أمامَ حزب أعضاء حزب العدالة والتنمية “نعلمُ أنّه مازالَ هنالك إرهابيون داخل حدود المنطقة الآمنة التي حددناها.. هذه المنطقة ما زالت غيرَ مطهرةٍ من الإرهابيين”.
وأضاف أنّ وحداتِ حماية الشعب الكردية بقيت في تل رفعت ومنبج وشرقَ رأس العين، على الرغم من الاتفاقات المبرمة، منوهاً بأنَّ أنقرة ستلتزمُ باتفاقها بقدر ما ستفي الولايات المتحدة وروسيا بوعودهما.
ولفتَ أردوغان إلى أنَّ الولاياتِ المتحدة لا تزال تتعاونُ مع الوحدات الكردية داخل سوريا وبالقرب من المنطقة الحدودية التي اتفقَتْ واشنطن وتركيا على إخلائِها من المقاتلين الأكراد.
وكانت تركيا قد أبرمت اتفاقَيْن منفصلين مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن انسحابِ الوحدات الكردية من “المنطقة الآمنة”.
في غضون ذلك قالت وزارةُ الدفاع التركية في بيانٍ إنَّ تحرشاتِ إرهابيي “بي كا كا/ ي ب ك” مستمرةٌ ضدَ منطقةِ عمليةِ “نبع السلام”، وسطَ التزامٍ تامٍ للقواتِ المسلحة التركية بالاتفاق المتعلق بتأسيس المنطقةِ الآمنة.
وكان وزيرُ الخارجية الروسي سيرغي لافروف سارع بُعيد تصريحات الرئيس أردوغان إلى التأكيد بأنَّ الاتفاق الذي توصلت إليه موسكو وأنقرة في سوتشي، خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتم تطبيقه بشكلٍ واضح.
وقال لافروف: “مرةً أخرى أشددُ على أنّه تم تنفيذُ مذكرةِ التفاهم التي تم التوافقُ عليها بين الرئيسين” مشيراً إلى أنَّ العسكريين الروس يقومونَ بدورياتٍ مع الأتراك حتى عمق عشرةِ كيلو مترات في إطار حزامِ الثلاثينَ كيلو متراً، كما أنَّهم ينسقونَ بشكلٍ وثيق مع قوات النظام ويعملونَ على عمق ثلاثين كيلو متراً عن الحدود، والتي تم سحب الوحدات الكردية منها.
ولم يُشر لافروف في تصريحاتِه عن التزام روسيا بالاتفاق مع تركيا، التي تنصُ على سحب المقاتلين الأكراد، كما أنَّه لم يذكرْ مدينتي منبج وتل رفعت اللتين أكدّ الاتفاق وجوبَ انسحابِ الوحدات الكردية منهما.
وبحسَب مراقبين فإنَّ التصريحاتِ التركية تحملُ رسالةً إلى روسيا تُعيد إلى المربعِ الأول والأسبابِ التي أدت إلى عملية نبع السلام، ولا سيما بعد إشارةِ الرئيس أردوغان إلى عدم انسحاب الوحدات الكردية من تل رفعت ومنبج، كما تحملُ رسالةَ انزعاجٍ إلى الولايات المتحدة بأنَّها لا تزال تنفذ دوريات مشتركةً مع الوحداتِ الكردية
وأطلق الجيش التركي بمشاركةِ الجيش الوطني السوري في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين، بعد تطهيرها من مقاتلي الوحدات الكردية وتنظيم داعش.
وفي السابع عشر من الشهر نفسه، علق الجيش التركي العمليةَ بعد توصلِ أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحابِ الإرهابيين من المنطقة، وأعقبَه باتفاقٍ مع روسيا في سوتشي يوم الثاني والعشرين من الشهر ذاته.
انقرة ـ راديو الكل