هل يكمل اتفاق اللحظة الأخيرة سياسيا ما بدأته نبع السلام عسكريا ؟
لم تنته عملية نبع السلام وإن لم تحقق أهدافها كاملة , إلا أنها علقت مؤقتا فاسحة المجال للدبلوماسية , التي أمسك الأتراك وكذلك الجانب الأمريكي بمحاورها , في حين نشط الأمريكيون بسحب قواتهم من شرق الفرات , للدفع بحليف الأمس الوحدات الكردية بالإنسحاب إلى عمق 32 كيلو مترا من الحدود السورية التركية وهي المنطقة التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وتركيا على إقامتها داخل الأراضي السورية كمنطقة آمنة .
اتفاق اللحظة الأخيرة حول المنطقة الآمنة الذي أعلن عنه في انقرة أمس , قبل البدء بتنفيذ العقوبات الأمريكية , وصفته تركيا بأنه انجاز كبير , وقال الرئيس أردوغان إن من ميزاته أن قواتنا الأمنية لن تغادر المنطقة الآمنة كذلك وصفته الولايات المتحدة بأنه انجاز كبير وقال الرئيس ترامب بأنه يوم عظيم لتركيا والأكراد .
ورأى الكاتب والمحلل السياسي صبحي دسوقي أن تركيا حققت ما تريده من خلال الإتفاق ضمن ما هو مرسوم له
وقال دسوقي إن التناقض في المواقف الأمريكية ازاء عملية نبع السلام جاء في ظل رفض اسرائيل لها
وقال الباحث والمحلل السياسي جودت الجيران إن الإتفاق هو من مصلحة تركيا واستطاعت تحقيق اهدافا في العملية العسكرية من خلال هذا الإتفاق
ورأى أنه لم تكن هناك خلافات بين الولايات المتحدة وتركيا سوى تلك المتعلقة بسرعة انهاء العملية قبل توسع الرفض لها
وبينما لم تشر وسائل اعلام النظام إلى الإتفاق وصفته المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة النظام في حديث مع قناة الميادين بأنه غامض مشددة على أن “مصطلح منطقة آمنة غير صحيح، فهي ستكون منطقة محتلة” بحسب تعبيرها
وفي حين دعا بشار الأسد في تصريح أطلقه بعد أربع وعشرين ساعة , من اعلان الإتفاق إلى انسحاب القوات التركية والأمريكية من سوريا , دون أن يتطرق إلى الإتفاق أو يسمه , فقد رد الرئيس أردوغان بأن تركيا لم تبرم الاتفاق مع النظام بل مع الولايات المتحدة وفي حال أقدم النظام على تصرف خاطئ فسيلقى ردًا منّا .
راديو الكل ـ تقرير