ترامب: الوحدات الكردية تنسحب من الحدود وهذا أمر جيد
بعث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برسائل متضاربة منذ بدء عملية نبع السلام؛ فقد أعلن بدايةً أن تعامل أمريكا مع العملية العسكرية بأنها في حكم الأمر الواقع، وذلك بعد اتصال هاتفي بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. في حين عاد بعدها لتوجيه دعوات لوقف إطلاق النار، وتحذيرات لتركيا من عواقب وخيمة، واقتراحات لحل سلمي. بينما كان آخر تصريح له أن الأكراد ينسحبون من الحدود وهذا أمر جيد.
وأعلن الرئيس الأمريكي في آخر تصريح له، أن تأمين الحدود بين سوريا وتركيا ليس من واجب الجنود الأمريكيين، وأن القوات الأمريكية لن تبقى هناك من أجل حماية الحدود لخمسين سنةً قادمةً في الوقت الذي لا تستطيع حماية الحدود الأمريكية الخاصة”.
وقال ترامب :”توجد الآن هناك منطقة عمقها ثلاثون كيلومتراً على طول الحدود التركية”، في إشارة إلى “المنطقة الآمنة”، التي أعلنت أنقرة عزمها على إقامتها من خلال عملية “نبع السلام” ، وتابع أن “الأكراد ينسحبون وهذا أمر جيد”.
وقال ترامب: “لقد انتصرنا على داعش وأكملنا عملنا وعلينا العودة إلى ديارنا”، مضيفاً: “كان متوقّعاً أن نبقى في سوريا ثلاثين يوماً، في حين طال وجودنا هناك لـعشرة أعوام. هذه الحروب لا تنتهي أبداً، وعلينا إعادة جنودنا إلى أرض الوطن من تلك الحروب التي لا نهاية لها”.
وبعدها عاد البيت الأبيض ليقول: إن التوغل التركيّ كان “فكرةً سيئةً” وإن الولايات المتحدة “لم تؤيده”. ويوم الجمعة، وصف وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر ما يجري بأنه “وضع صعب” وقال: إن عمل تركيا يضرّ بالعلاقات الأمريكية التركية.
وقال ترامب: “سنقاتل حيثما تكون هناك مصلحة لنا، وسنقاتل فقط من أجل الفوز”، وذلك بعد أن قال: إنه أوقف الصراع الكرديّ التركي مدة ثلاث سنوات، ولكن حان الوقت لتخرج الولايات المتحدة من “الحروب التي لا نهاية لها”.
لكن في وقت لاحق من اليوم ذاته، أطلق ترامب تحذيراً إلى تركيا من أنه إذا فعلت أيّ شيء “خارج الحدود” فإنه “سيدمّر ويمحو الاقتصاد التركي”.
وتغيّر موقف ترامب بعد ذلك وامتدح تركيا باعتبارها شريكاً تجارياً للولايات المتحدة، لكنه في الوقت ذاته يؤكد للأكراد السوريين (الذين كانوا بالفعل يتعرضون لهجوم عسكريّ تركي) أن الولايات المتحدة لم تتخلّ عنهم.
وفي اليوم التالي، أعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في أن تتم العملية التركية “بطريقة إنسانية قدر الإمكان”، وهدد بأنه في حال عدم حدوث هذا فإن تركيا ستدفع “ثمناً اقتصادياً كبيراً جداً”.
وبعدها نأى ترامب بنفسه عن الأكراد، وأخبر المراسلين بأنه “يحبّهم”، لكنهم كانوا يقاتلون فقط من أجل “أرضهم” ولم يساعدوا الولايات المتحدة، على سبيل المثال، في إنزال النورماندي وهزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.
وأعلن ترامب أن الولايات المتحدة “قامت بمهمتها على أكمل وجه” في سوريا ولديها الآن ثلاثة خيارات في التعامل مع الأزمة وهي: إرسال الآلاف من القوات لتأمين المنطقة، أو فرض عقوبات اقتصادية على تركيا، أو “التوسط في صفقة” بين الأتراك والأكراد.
وآخر تصريح لترامب هو أن تأمين الحدود بين سوريا وتركيا ليس من واجب الجنود الأمريكيين وأنّ الأكراد ينسحبون من الحدود وهذا أمر جيد.
واشنطن ـ راديو الكل