نجدت أنزور يخضع للانتقادات ويؤجل عرض “دم النخيل” ريثما يجري تعديلات
أعلنت المؤسسة العامة للسينما التابعة للنظام تأجيل العروض الجماهيرية لفيلم “دم النخيل”، مشيرةً إلى إمكانية إجراء تعديلات عليه بعد موجة انتقادات أعقبت العرض التجريبيّ له، من باب تزوير حقائق عن مكونات المجتمع السوري، وإظهاره جنود الطائفة العلوية شجعاناً في مواجهة تنظيم داعش، بينما الآخرون خائفون مرتعدون كما يقول منتقدو الفيلم الذي خلا من الإشارة إلى سجن تدمر الرهيب الذي يعد شاهداً على جرائم النظام طيلة العقود الماضية.
وأصدرت المؤسسة العامة للسينما بياناً باسمها واسم مخرج الفيلم نجدت أنزور قررت فيه تأجيل العروض الجماهيرية لفيلم “دم النخيل” بعد الاستماع للآراء و”النقد الإيجابي والسلبي” خلال عرضه للمرة الأولى بشكل تجريبي على الصحفيين.
وقال البيان الذي نشر في صفحة المؤسسة في “فيسبوك”: إن تأجيل العرض الجماهيري سيكون فرصةً لـ “دمج الآراء التي تم جمعها عن الفيلم ليخرج الفيلم بصيغته الجاهزة للعروض الجماهيرية، منسجماً مع قيمة وقداسة كلّ تلك التضحيات”.
ويصور الفيلم -بحسب المنتقدين- جنديّين أحدهما يتحدث بلهجة علوية ويظهر بطولةً نادرةً بالتصدي لعناصر داعش، في حين يظهر جنديّ آخر يتحدث بلهجة محافظة السويداء وهو خائف مرتعد من هذا التنظيم، ما أثار حفيظة الأهالي في السويداء الذين اعتبروا الفيلم تزويراً للحقيقة، ولا سيما أن نساءهم وأطفالهم تصدّوا لعناصر تنظيم داعش الذين حاولوا اقتحام السويداء وقتلوا منهم العديد، في وقت سرت أنباء أكّدها الأهالي بأن عناصر هذا التنظيم نقلهم نظام الأسد من جنوبي دمشق إلى السويداء لمواجهة الأهالي والضغط عليهم، في صفقة عقدت بين النظام وداعش.
ويتحدث فيلم “دم النخيل” عن فترة حصار تنظيم داعش لمدينة تدمر، وما قام به هذا التنظيم الإرهابي من تدمير للمعابد والأوابد الأثرية، من دون أن يأتي على أية إشارة إلى سجن تدمر الشهير الذي مسح التنظيم آثاره التي كانت أكبر دليل على جرائم نظام الأسد وشهد أغلب عمليات الإعدام الجماعي بحق المعتقلين منذ مجزرة حماة عام 1982، وقام هذا التنظيم بشكل مريب بتدمير هذا السجن.
وفيلم “دم النخيل” هو خامس فيلم لنجدت أنزور خلال سنوات الثورة يغرق في مدح النظام وتبرئته من طغيانه بعدما قدّم فيلم “فانية وتتبدّد” عن تنظيم داعش، وفيلم “ردّ القضاء” عن حصار سجن حلب المركزي، وفيلم “رجل الثورة” عن الإعلام الغربي المزيّف من وجهة نظر النظام، وفيلم “مملكة الرمال” عن حكم آل سعود.
ويعدّ أنزور من أبرز الموالين للنظام في صفوف الفنانين ويشغل نائباً في مجلس الشعب.
وظهر نجدت أنزور خلال عدة مناسبات في السنوات السابقة مدافعاً شديداً ليس عن جرائم النظام بحق السوريين فقط، بل أيضاً في تبعيته للإيرانيين وميلشياتهم، فقد ظهر إلى جانب “دريد لحام” على مسرح “مكتبة الأسد” في تأبين قتلى إيرانيين، وقال: إن عناصر حزب الله والمقاتلين الإيرانيين أصبحوا “سادةً” في البلاد، ويخاطب حسن نصر الله بقوله: من كلماتك نستمدّ الأمل، ومن عزمك نستمدّ القوة.
راديو الكل ـ تقرير