“أدريان داريا 1” تدخل إلى ميناء سوري وإلى ملفّ العلاقات الإيرانية ـ الغربية
واشنطن: لا خطط لاحتجاز الناقلة الموجودة قرب الشواطئ السورية وبالإمكان إجراء محادثات مع إيران
بالتزامن مع الأنباء التي تردّدت حول إفراغ ناقلة النفط الإيرانية حمولتها في ميناء سوري، أعلن مسؤولون أمريكيون أنهم على علم بوجود الناقلة على الشواطئ السورية، ولا خطط لديهم لاحتجازها، وإنه بالإمكان الآن إجراء محادثات مع إيران بخصوص برنامجها النووي. وذلك بعد أن احتجزت الناقلة خمسة أسابيع في جبل طارق بتهمة خرق العقوبات الأمريكية على سوريا، لكن سرعان ما أفرج عنها في وقت شهد ملفّ العلاقات بين الغرب وإيران تقدماً باتجاه الحلّ السياسي.
وأفادت وسائل إعلام أنّ الناقلة الإيرانية “أدريان داريا 1” المفرج عنها في جبل طارق الشهر الماضي أفرغت حمولتها من النفط الخام في ميناء سوري من دون أن تكشف عن اسمه، وذلك بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة أنها لا تخطّط لاحتجاز الناقلة الإيرانية.
ونقل موقع “ميدل إيست آي” عن مصادر خاصة به قولها: إن 55% من شحنة الناقلة التي تقدّر بـ2.1 مليونين برميل من النفط الخام تم إفراغه الليلة الماضية، بينما أعادت وسائل الإعلام الإيرانية شبه الرسمية مثل وكالتي “فارس” و”تسنيم” نشر هذا الخبر.
قال “جون بولتون” مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي في تغريدة عبر تويتر أمس: إنّ أي شخص يقول: إن ناقلة النفط “أدريان داريا-1” لم تكن متوجهةً إلى سوريا، فإنه يعيش في حالة إنكار.
وتتزامن تطورات ناقلة النفط الإيرانية مع إعلان الولايات المتحدة أنّ إيران تقترب ببطء على ما يبدو نحو وضع يمكن خلاله إجراء محادثات، بعد أيام من ترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الباب موارباً أمام احتمال عقد اجتماع مع نظيره الإيراني حسن روحاني خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال بولتون، في تغريدته التي تضمنت صورةً من الأقمار الصناعية تظهر الناقلة الإيرانية على بعد ميلين بحريين من ميناء طرطوس السوري: إنه بإمكان الولايات المتحدة إجراء محادثات مع إيران، مشدداً في الوقت ذاته على أن العقوبات لن ترفع عن طهران إلا عندما تتوقف عن الكذب ونشر الإرهاب، مشيراً إلى حرص إيران على تمويل نظام الأسد المجرم، بدل الإنفاق على الشعب الإيراني. بحسب تعبيره.
وأكد وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، أن بلاده لا تخطط حالياً لاحتجاز الناقلة الإيرانية، وقال إسبر للصحفيين في لندن رداً على سؤال عن وجود أيّ خطط لاحتجاز السفينة: “نحن لا نتحدث عن الخطط، لكن حالياً ليست لديّ أيّ خطة في مكتبي لفعل هذا الأمر”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: إن لدى بلاده معلومات موثوقة بأنّ “أدريان داريا-1” متجهة إلى سوريا.
واحتجزت الناقلة التي كانت تحمل حينئذ اسم “غريس-1” أوائل تموز الماضي لدى سلطات جبل طارق بمساعدة بريطانيا وبطلب من الولايات المتحدة بسبب نقلها النفط إلى سوريا خرقاً للعقوبات الأوروبية المفروضة على النظام، بينما عادت لتفرج عنها بعد خمسة أسابيع من الاحتجاز وتوجّهت إلى شرق المتوسط، وغيّرت مراراً وجهتها، ثم أطفأت نظام هوية السفن في وقت سابق من أيلول الجاري، وهي كانت حينئذ قبالة سواحل سوريا ولبنان.
وتشير تلك التحركات إلى أن إيران والولايات المتحدة والقوى الأوروبية ربما تترك المجال مفتوحاً أمام الدبلوماسية لحل النزاع بشأن برنامج طهران النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية.
راديو الكل ـ تقرير