كيف تعاملت الفرق الطبية مع الهجوم الكيميائي على الغوطتين؟
لم يكن يوم 21 من آب عام 2013 يوماً عادياً على أهالي غوطتي دمشق، كما لم يكن عادياً أيضاً على الفرق الطبية، التي تعاملت مع ضحايا ذلك اليوم الذي استيقظ أهالي المنطقة على هجوم كيميائي من نظام الأسد.
شكّل الهجوم على غوطتي دمشق الذي ارتكب بحق المدنيين من نساء وأطفال باستخدام الغازات السامة، وراح ضحيته نحو 1400 مدني، دليلاً مباشراً على تعمد النظام قتله المدنيين العزل.
وبعد الهجوم انهالت القذائف على مناطق الغوطتين، ما زاد في صعوبة الإسعاف والإخلاء، وهرع الناس بدافع الإنسانية لإسعاف المصابين، وفور التماس المريض أو إسعافه كان الشخص القادم للمساعدة يتعرض للأذية نفسها؛ ما رفع أعداد الضحايا قبل أن يعرف أنّ السلاح هذه المرة ليس من الأسلحة التي اعتادت الغوطتين أن تقصف بها.
لم تكن الفرق الطبية تمتلك المعدات الطبية اللازمة للتعامل مع المصابين، فبعد أن استهدف النظام المنطقة سرعان ما بدت آثار الغازات السامة تظهر على الضحايا، منها الغيبوبة وانحلال الدم، وتوقف عمل القلب ولا سيما بين الأطفال والنساء الأضعف مقاومةً للسموم القاتلة.
سيارات الإسعاف وعناصر الدفاع المدني هرعت لانتشال الضحايا، مع ضعف التجهيزات لهذه الكارثة، فالنقص الحاد في التجهيزات والمعدات الطبية التي كانت بدائية ولا تفي بالغرض، وعدم توافر الأقنعة للوقاية والحماية من تلك الهجمات، إضافة إلى الحصار الخانق منذ عدة شهور، كانت من الأسباب المباشرة في عشرات حالات الوفاة في ذلك اليوم، خاصة أنّ حجم الهجوم وقوته كان مفاجئاً وتجاوز كل التوقعات.
الفرق الإسعافية والطبية لم تسلم من الحادثة التي حصلت في الغوطتين، إذ قُتل وأصيب عدد كبير من أفرادها إما بالقصف بالكيميائي أو بالقصف بالصواريخ والهاون.
ما حدث في غوطة دمشق الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية، في هجوم غير مسبوق قامت به قوات النظام باستخدام الغازات السامة، يعد من أبرز الهجمات وأكثرها حضوراً في ذاكرة السوريين.
تقرير – راديو الكل