قصص الأطفال : سارقو البصرة
الصدق أحد المبادئ الأساسية التي تبنى عليها شخصية الأطفال، وإن تعليم الأطفال الصدق منذ الصغر يبعدهم عن الكذب الذي إن تعوّدوا عليه سيبقى مرافقاً لهم حتى يكبروا، لأن الصدق يعطيهم الثقة بالنفس والابتعاد عن جميع المخاوف التي من الممكن أن يقعوا فيها؛ لذلك أتت قصة “سارقو البصرة” لتسليط الضوء على أهمية الصدق.
وقد حملت القصة العديد من الأساليب التي تقوم على تشجيع الأطفال على أن يكونوا صادقين، وأن يتجنبوا الكذب للتأثير في الآخرين.
كما حملت القصة الأسلوب الأمثل في مساعدة الأطفال في فهم أن تظاهرهم بما ليس فيهم غالباً ما يؤدي إلى نتائج سلبية، ويمكن أن تؤذي من هم حولهم.
وإذا كان الكذب منجياً فسيأتي الوقت الذي تنكشف فيه تلك الكذبة، لذلك سلطت القصة الضوء على أهمية تعليم الأطفال أن الكذب لا يدوم أبداً، وأن عليهم اللجوء إلى الصدق في جميع الحالات، وأن الكذب ما هو إلا مدة قصيرة لتعود الحقيقة للظهور مجدداً.
سارقو البصرة :
كان شاه زمان يتباهى أمام أصدقائه بالكؤوس التي ربحها في لعبة كرة القدم، وحين أشارت إليه دنيازاد بأنه في الواقع لم يربح أياً منها ضحك وأجاب بأن أصدقاءه لا يعلمون ذلك.
سمعت شهرزاد الحوار، فنبهت شاه زمان إلى ضرورة عدم التظاهر بما لسنا عليه وأخبرته القصة الآتية:
مجاب وسمير رجلان لم يحالفهما الحظ، وكانا يائسين للحصول على عمل، فكذبا على أهل بلدة صغيرة وانتحلا شخصيتي رجلين آخرين ليحصلا على عمل كرجال قانون.
لكن ما لم يلاحظاه هو أن البلدة كانت تخضع لإرهاب أحد قطاع الطرق، يدعى دياب. حين يضطران إلى مواجهته، يهربان كالجبناء تاركين البلدة بائسة.
يشعر مجاب وسمير بالخجل من نفسيهما، ويعودان في اليوم التالي لينالا من دياب ورجاله. يواجه مجاب وسمير الموت، لكن يتم إنقاذهما في آخر لحظة من قبل رجلي قانون حقيقيين يظهران فجأة وينقذان الموقف بعد أن اعتقد أنهما فاشلان يفاجأ مجاب وسمير بإشادة أهالي البلدة بهما، لأنهما عادا ليواجها السارقين بشجاعة.