قصص الأطفال : إنها سرقة
بما أن الاطفال يطلقون الأحكام مباشرة لما يشاهدونه من صور مباشرة، ويحاسبون فقط بحسب ما سمعوا وشاهدوا، فأتت القصة لتسلط الضوء على أهمية عدم إطلاق الأحكام بشكل مباشر على الأطفال الآخرين، فربما يكون هناك أسباب أو مؤشرات أخرى تبرئهم من الذنب.
كما أن القصة قد حملت العديد من المعاني التي تساعد الأطفال في فهم أن المظاهر يمكن أن تخدع أحياناً، وأنه لا يمكن اعتبار الشخص مذنباً حتى تثبت إدانته وبأنه على المرء التأكد من الحقائق بدقة.
وأشارت القصة في طياتها إلى أفكار تساعد في تشجيع الأطفال على عدم التسليم بكل ما يقال، إذ هناك دائماً أكثر من تفسير لكل سلوك.
فالتأكد أولاً يحمي الأطفال من الالتباس في الآخرين ووضع حد للمشكلات التي من الممكن أن تحصل.
إنها سرقة
ينزلق شهريار على كرات ملونة، ويلقي باللوم على شاه زمان الذي يقول: إن الكرات ليست له، ولكن شهريار يصر على أنها ملكه. يبدو شاه زمان مذنباً، فتذكر شهرزاد شهريار بأن الأمور ليست دائماً كما تبدو عليه، وتخبره القصة الآتية:
تتم سرقة بعض منازل إحدى البلدات، ويتساءل الجميع عن هوية السارق. وعندما يرى طفلان جارهما برومار يعود إلى منزله متأخراً في الليل ومعه كيس، يخبران والديهما اللذين يحضران الشرطة إلى منزل برومار. بينما ينكر برومار التهم الموجهة إليه. تجد الشرطة المسروقات في خزانته وتعتقله. لطالما كان برومار منزوياً، لذا لم يكن يحبه الناس، وحكم عليه الجميع بأنه مذنب. ولمّا كان برومار في قسم الشرطة، اكتشف الطفلان أن قرده هو من كان يسرق المنازل وليس برومار، واكتشفا أيضاً أنه لا يسمع جيداً، ما يفسر ابتعاده عن الجيران وعدم تحدثه معهم ووقاحته أحياناً.
وحين يكشف الطفلان الحقيقة أمام القاضي، يشعر الجميع بالخزي لأنهم حكموا عليه من دون دليل. يطلق سراح برومار ويحتضنه المجتمع.
في القلعة، تبحث دنيازاد عن الكرات الخاصة بها، ويدرك شهريار أنه أخطأ في حق شاه زمان، ويفهم أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.