قصص الأطفال : الملك بدر
الفريق والجماعة في حاجة دائماً لمن يقودهم، ومن خلال اللعب بين الأطفال يكون بينهم قائد يرأس المجموعة ويكون حاد الطباع كالقادة الحقيقين، ولأن القادة مثلهم مثل الباقي قد يتوجب عليهم قبول الانتقاد والتحلي بروح الدعابة وتقبل جميع الآراء. وهنا قد أتت القصة في إيضاح صورة القائد الحقيقي، وتسليط الضوء على دور القائد في السيطرة لمصلحة الشعب وفقاً للطريقة التي يفضلها، فالقدرة على التعبير الحر مهمة، لأن الشعوب تحتاج إلى التعبير عن مشاعرها.
كما هدفت القصة إلى مساعدة الأطفال في فهم أنه من الضروري أن يتمتع القادة الأكفاء بروح الفكاهة، وأن يشعروا بالثقة الكافية التي تسمح لهم بالتعامل مع مخاوف وانتقادات شعوبهم.
وحث الأطفال على إدراك أنه عندما تعمل المجموعات المتشابهة على التفكير معاً فإنها تحقق التغيير من دون مشكلات.
الملك بدر :
يغضب شهريار حين يشاهد عرضاً للدمى المتحركة يسخر من الملك، فيوشك على إصدار قانون يمنع السخرية من الملك.
لكن شهرزاد تذكره بضرورة التمتع بروح الفكاهة، وبأن الملك القوي لا يخشى الانتقاد وتخبره القصة الآتية:
كان الملك بدر قاسياً وعديم الشفقة على شعبه. ذات يوم يقصده فلاح اسمه فالح، ويطلب منه القيام ببعض التغييرات يرفض بدر ذلك، ويرمي بفالح خارجاً، فيقوم هذا الأخير بقيادة سكان المدينة للاحتجاج والمطالبة بالتغيير. ما الذي يمكن أن يفعله الملك؟ يسأل فالح. لا يمكنه أن يزج بنا جميعاً في السجن.
في اليوم التالي يزج بهم جميعاً في السجن، ويجبرهم الملك أكثر من ذلك؟ في اليوم التالي، يجدون أنفسهم في الميدان، حيث توشك الأسود أن تنقض عليهم.
يتمكنون من الهرب، لكن الملك بدر يأمر بجمعهم وجلبهم إليه. حين يتوجه الجنود إلى منازل الفلاحين لا يجدون أحداً، إذ غادر الجميع المملكة ولم يعودوا يرغبون بالعيش فيها بعد الآن. أخيراً يغادر الجنود أيضاً ويبقى الملك بدر وحيداً في المملكة، يشعر بالأسف لكن بعد فوات الأوان ويبقى إلى الأبد ملكاً لمملكة فارغة.