قصص الأطفال : الخدعة انقلبت عليك
المقالب تكون بين الأصدقاء والأهل للعبث وإضافة بعض الأجواء المرحة، فكذلك الأطفال يلجؤون إلى المقالب، فمنهم من يكون مقلبه فقط ليلفت الأنظار إليه، ومنهم يكون مقلبه ليبعث الضحك والمرح، هكذا هم الأطفال بشكل عام في المقالب.
وهنا أتت القصة لمساعدة الأطفال على فهم أن المقالب قد تكون مسلية لكن يجب الانتباه لطريقة تأثيرها في الآخرين وعدم تقبل البعض منهم تلك المقالب، وبأن المحيط الذي حولهم ربما يكون في مزاج لا يتقبل هذا المقلب، فالمقالب أيضاً يجب عدم المبالغة فيها لكي لا تسبّب أذى للآخرين.
وكانت القصة هي الخطوة التي تحاول مساعدة الأطفال على فهم أن عليهم أن يتمتعوا بالوعي الاجتماعي للذين يحيطون بهم واحترامهم وعدم الأذى بتلك المقالب في جميع الأوقات.
الخدعة التي انقلبت عليك
لم يستطع شاه زمان التوقف عن فعل المقالب بأفراد العائلة، حتى حين لم يكن أحدٌ غيره يجدها مسلية، فأخبرته شهرزاد قصة أسد، وهو شخص آخر يفعل المقالب:
كان أسد شخصاً يفعل المقالب باستمرار على أفراد عائلته. وكان بعضها غير مؤذٍ، وبعضها الآخر مزعجاً. لكن المقالب المتواصلة بدأت فعلاً تثير غضب أفراد عائلته. ولم يكن أسد يتوقف عنها حين يطلبون منه ذلك. وفي أحد الأيام، ذهب الجميع في نزهة وكان شهاب والد أسد يستخدم بوصلة جديدة للتنقل عبر الغابة باتجاه البحيرة. وحين توقفوا للاستراحة أدار أسد إبرة البوصلة فأصبحت تدل على اتجاه خاطئ. وتابع الأفراد سيرهم. وبعد قليل أدركوا أنهم أضاعوا الطريق فاضطر أسد إلى الاعتراف بفعلته، ولم يكن متأسفاً عليها في البداية، لكن الجميع ألزم بعدها بالتخييم في تلك الليلة. وبدأ أفراد العائلة يشعرون بالجوع فأرادوا أن يأكلوا من الطعام الذي يحملونه، لكنه اختفى. لقد أخذه الوحش وكان يزمجر في الغابة. فذهب كل فرد من أفراد العائلة باستثناء أسد في تلك الليلة للبحث عن الوحش ولم يعودوا ألبتة. فشعر أسد بالخوف والوحدة، وراح الوحش يقترب منه ثم… كان هؤلاء أفراد عائلته. لقد نفذوا المقلب الأخير على أسد للانتقام منه ومساعدته على تعلم درس بأن المقلب ليس ممتعاً دائماً.