قصص الأطفال: تيمور وصغير
الاعتماد على النفس، وتحمل المسؤولية، والكثير من المفاهيم التربوية تأتي تدريجياً للدخول في حياة الأطفال لتجدها تساعده في بناء شخصيته.
فلا بد من إدخال الطفل في الحياة والمشاركة بها وتحمل المسؤولية إن كان من حيث القرار، أو مسؤوليته الشخصية في بعض الأمور حتى يصبح ناضجاً، حيث إن المرحلة الأولى من عمر الطفل تعين مسؤوليته وبشكل كامل على عائلته.
وتأتي نقطة الفصل في العائلة لإدخال طفلهم في تحمل المسؤولية، وقد ساعدت قصة ألف ليلة وليلة في حلقة “تيمور وصغير” في تشجيع الأطفال على تحمل مسؤولية أعمالهم.
وهذا من خلال وجود الحيوانات وتحميل الأطفال المسؤولية بالكامل، فقد حاولت القصة تشجيع الأطفال على حسن معاملة الحيوانات ورؤية تواصلها مع بعضها بعضاً على الرغم من اختلافها، وكيف يمكن لوجودها أن يكون مفيداً للإنسان.
كما أضافت القصة، أنه إذا تم تسليم الأطفال مسؤولية ما، فسيجدون أنفسهم على قدر تلك المسؤولية وإيجاد الحلول المناسبة.
تيمور وصغير:
تخاف دنيازاد من العناكب، فتشرح لها شهرزاد أن العناكب تساعدنا، فهي تلتقط بعض الحشرات المزعجة وتأكلها. وتستمر شهرزاد بالشرح أن للعديد من الحيوانات علاقات رمزية مع الإنسان، وتخبر دنيازاد هذه القصة:
في بلاد فارس القديمة، كان هناك بلدة صغيرة هاجمتها الأفاعي، وكان فتى يدعى تيمور يقوم باللعب بالمقلاع، فطلبت منه والدته التوقف عن اللعب لأن ذلك خطير. لكن، حين غضت الطرف عنه، حاول تيمور إصابة ثمرة صنوبر أعلى الشجرة، لكنه ضرب بدلاً منها بيضة وقعت من عش عصفور. لم يستطع إعادة البيضة، فقام بحفظها داخل قفص الدجاج حيث فقست، وأطلق على طائره الجديد اسمَ صغير، كبر صغير ليصبح بطول عشرة أقدام، لكنه كان شديد الشراهة. خاف أهالي القرية من أن يشكل تهديداً عليهم، فأمروا تيمور بالتخلص منه.
في ذلك الوقت، هاجمت الأفاعي حقول الذرة، وبدأت تقضي على المحاصيل، فلاحقها صغير وأكلها جميعاً، تماما كما يأكل الطائر الدود.
فرح به سكان البلدة ورحبوا ببقائه عندهم. لكن طائر رخ كبيراً ظهر فجأة، واكتشفوا أنه والدة صغير. بعد أن ظنت أنهم سرقوا طفلها، كادت أن تلتهم سكان البلدة، لكن صغير أوقفها. وبعد أن رأت أن سكان البلدة كانوا لطيفين مع ابنها، تركتهم وشأنهم وطارت مع صغير لتنضم إلى طيور الرخ الأخرى. ومنذ ذلك اليوم، قام طير الرخ بحماية سكان البلدة من الأفاعي، وعاش السكان وطير الرخ منسجمين معاً.