قصص الأطفال : إلقاء القبض على اللص
تتولد السرقة لدى الأطفال بفعل عدة عوامل محيطة بهم، لكن من دون إدراك منهم للمعنى الحقيقي لهذا الفعل، وهو ما يحتم على الوالدين التعامل بحذر شديد مع أطفالهم في هذه الحالة.
ولأن مفهوم السرقة بحاجة لتسيط الضوء عليه في المفاهيم التربوية، فقد تناولت القصة بين طياتها طريقة تعليم الأطفال احترام ممتلكات الآخرين وإفهامهم أن السرقة أمر خاطئ يجب الحذر منه.
كما أوضحت مساعدة الأطفال في فهم عواقب السرقة فإن قام أحدهم بالسرقة فسيعتقد الآخرون أن ذلك الأمر مقبول ويبدأ الناس بالشك في نزاهة بعضهم بعضاً.
يمكن أن تحصل على مال أكثر إن سرقت لكنك ستعيش في مجتمع سيئ؛ حيث لا يمكن لشخص أن يعتمد على الآخر، وسيفقتد الجميع إلى الثقة المتبادلة.
إلقاء القبض على اللص
تمسك شهرزاد بشاه زمان ومزيار وهما يسرقان الحلوى، فينقلب أحدهما على الآخر ويدعي أن الفكرة لم تكن فكرته، فتروي شهرزاد القصة الآتية:
واجه سكان قرية صغيرة تقع بالقرب من بغداد ظروفاً صعبة دفعتهم إلى السرقة، وذات يوم سرقوا عربة رجل عجوز وأخذوا منها صندوقاً من الذهب، قسّموا النقود، وسعدوا بكنزهم، وعادوا فرحين إلى منازلهم، لم يكن أحد منهم يثق بالآخر، فأخفى كل منهم ماله.
بدأ التخوين والخوف يسود بين أهالي القرية، وبدأ الجميع يتهم الأصدقاء والجيران بالسرقة، وتم وضع الأقفال على الأبواب والنوافذ، وانتشر العراك، واختفت جميع مظاهر الأخلاق المدنية. وقبل انهيار البلدة ظهر الرجل العجوز الذي سُرقت أمواله ليتضح أنه الخليفة هارون الرشيد، وأخبرهم أنه سمع عن صعوبة أحوالهم المادية فأحضر صندوق الذهب لمساعدتهم. شعر أهل القرية بالخزي لأنهم سرقوه قبل أن يتمكن من مساعدتهم، وسألوا عن سبب إخفائه هويته، فأخبرهم بأنه يريد أن يتعلموا درساً، فعواقب السرقة وخيمة، وتؤدي إلى فقدان الثقة المتبادلة. اعتذر أهل القرية منه وأعادوا إليه ماله، واحتضنوا بعضهم بعضاً، واستعادوا صداقاتهم.