مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة قررت عدم سحب قواتها من سوريا
واشنطن ـ راديو الكل
قررت الولاياتُ المتحدة إبقاءَ قواتِها في سوريا، وذلك بعد مداولاتٍ داخلَ الإدارةِ الأمريكية بخصوص التصريحاتِ التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب والتي أعلن فيها رغبةَ بلادِه سحبَ قواتِها من سوريا، مشترطاً لبقائِها أن تدفعَ المملكةُ العربيةُ السعودية التكاليفَ الماليةَ المترتبةَ على ذلك إن كانت تريدُ عدمَ سحبِ تلك القوات.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية: إن الرئيس دونالد ترامب وافق في اجتماع لمجلس الأمن القومي على إبقاء القوات الأمريكية في سوريا مدةً أطول، لكنه يريد سحبَها في وقت قريب نسبياً.
ونقلت رويترز عن المسؤول الأمريكي قولَه: إن ترامب لم يقر جدولاً زمنياً محدداً لسحب القوات. وقال: إنه يريدُ ضمانَ هزيمةِ تنظيم داعش ويريدُ من دولٍ أخرى في المنطقة بذلَ مزيدٍ من الجهود والمساعدةِ في تحقيق الاستقرارِ بسوريا.
وتابع المسؤول: “لن نسحبَ (القوات) على الفور لكنَّ الرئيس ليس مستعداً لدعم التزامٍ طويلِ الأجل”.
وقال البيت الأبيض: إن مُهمةَ القوات الأمريكية في القضاء على داعش في سوريا تقترب من نهايتها بسرعة، لكنها لم تنته بعد.
ولم يقدم البيان موعداً لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، لكنه أشار إلى أن الولاياتِ المتحدة وحلفاءَها في المنطقة ملتزمون بألا يعودَ داعش إلى المنطقة.
ودعت الإدارة الأمريكية دولَ المنطقة والأممَ المتحدة، إلى السعيِ لضمانِ الاستقرارِ والتأكدِ من عدم ظهورِ داعش من جديد.
وقال مصدرٌ عسكريٌّ أمريكيٌّ لقناة “الحرة”: إن الاتصالاتِ مع دولِ جوارِ سوريا مثل الأردن وإسرائيل والعراق، وأوصت كلُّها بضرورة بقاء القوات الأمريكية فيها.
من جانبه، قال مكتبُ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: إن فرنسا والولاياتِ المتحدة ملتزمتان بالقضاء على داعش، وذلك بعد أن أجرى الرئيسُ الفرنسي اتصالاً مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وقال قصرُ الإليزيه في بيان: ”فرنسا والولاياتُ المتحدة عازمتان على المضي قدماً في عملياتِهما في إطار التحالفِ الدولي لقتال هذه المنظمةِ الإرهابية حتى النهاية“.
وأضاف: ”ينبغي ألا يَشغلَنا شيءٌ عن هدف منعِ تنظيمِ داعش من الظهور مجدداً في المنطقة وإتاحةِ الفرصةِ لعمليةٍ سياسيةٍ شاملة في سوريا“.
وكان الرئيسُ الأمريكي أعلن في وقت سابق، أن مُهمةَ القواتِ الأمريكية في سوريا هي التخلصُ من “داعش” وقد أَنجزت المُهمةَ تقريباً، وسيتم اتخاذُ قرارٍ بشأن الوجودِ الأمريكي في سوريا بوقت سريع جداً، لكن إن أرادت السعودية بقاءَنا فعليها أن تدفعَ التكاليف.
واقترح ترامب أن تدفعَ السعودية فاتورةَ القواتِ الأمريكيةِ الموجودة في سوريا، وقال: “السعودية مهتمةٌ جداً بقرارنا، وقلت: حسناً، كما تعلمون فإذا كنتم تريدوننا أن نبقى فربما يتعين عليكم أن تدفعوا التكاليف.
ويرى محللون، أن ترامب وضعَ بتصريحاته السعودية أمام خِيارين إما تقديمِ فاتورةِ وقفِ تمددِ إيران من خلال استمرارِ بقاءِ القواتِ الأمريكيةِ في سوريا، وإما مواجهةِ مرحلةٍ يصعبُ التنبؤُ بها، خاصةً في ضوء خفوتِ ضجيجِ التصريحاتِ الأمريكية ضد إيران.
ورأى المحللُ السياسي ناصر أبو المجد، أن موقفَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص الانسحاب من سوريا يندرج في إطار رؤيةٍ سياسيةٍ هدفُها الضغطُ على السعودية، خاصةً بعد أن طلب منها دفعَ ثمنِ بقاءِ قواتِه إن هي أرادت حمايةَ أمنِها من التمدد الإيراني في المنطقة.
وعبَّر وليُّ العهدِ السعودي، محمد بن سلمان، عن رغبته في بقاء القواتِ الأمريكيةِ في سوريا وقال: إن وجودَ القواتِ الأمريكية في سوريا هو آخِرُ جهدٍ للتصدي لإيران.
ورأى الكاتبُ والمحللُ السياسي سامر خليوي في تصريح لراديو الكل، أن الولاياتِ المتحدة لن تنسحبَ من سوريا وقال: إن تصريحاتِ ترامب مجردُ مناورة، وهي آنيةٌ أراد خلالهَا إيصالَ رسائلَ إلى بعض الجهات.
وقال المحللُ السياسي “حسن النيفي”: إن تصريحاتِ الرئيسِ الأمريكي دونالد ترامب حول الانسحابِ من سوريا لا تختلف عن التصريحاتِ السابقة، لافتاً إلى أن تلك التصريحاتِ لا تنطوي على أي معطياتٍ جديةٍ في الواقع.