بعد تهديداتها بالرد على أي عدوان.. سوريا الديمقراطية تكتفي بالتنديد بهجوم النظام على مواقعها شرق الفرات
عواصم ـ راديو الكل
اتهمت قوات سوريا الديمقراطية الطيران الحربي الروسي وقوات النظام بشن هجوم على عناصرها في المنطقة الصناعية شرق الفرات، ما أدى إلى إصابة ستة من عناصرها بجراح.
ونددت قوات سوريا الديمقراطية في بيان بالهجوم الذي وصفته بالعدواني وطالبت الجهات المهاجمة بالكف عن هذه الهجمات التي قالت: إنها لا تخدم سوى الإرهاب والإرهابيين مشيرةً إلى مواصلة معاركها في المنطقة.
وكان أحمد أبو خولة قائد المجلس العسكري لدير الزور المنضوي في إطار قوات سوريا الديمقراطية حذر من أنه سيتم الرد على أي اعتداء من جانب قوات النظام.
وقال أبو خولة في اتصال هاتفي مع راديو الكل: إن النظام يدعي عبوره إلى الضفة الشرقية لكنه قطعاً لم يتم ذلك، وإذا قام بهذه الخطوة فإنها تعد اعتداء على قوات سوريا الديمقراطية التي وضعت هدف معركة عاصفة الجزيرة لها الوصول إلى كامل الضفة الشرقية للفرات في المرحلة الأولى.
وكانت الأركان الروسية أعلنت في وقت سابق من يوم السبت، أن مقاتلاتها الحربية استهدفت معامل لتصنيع عربات انتحارية تابعة لتنظيم “داعش” في مناطق عدة بسوريا منها ريف دير الزور.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف الدولي الجنرال “ريان ديلون”: “لا نخطط لدخول مدينة دير الزور مع اقتراب قوات النظام من المدينة لمسافة كيلو مترات قليلة، فهي ليست هدفاً بالنسبة لقواتنا”.
وأضاف ديلون في تصريحات صحفية أن “مهمة قوات سوريا الديمقراطية والقوات المنضوية في عاصفة الجزيرة تكمن بالسيطرة على معاقل التنظيم في وادي نهر الفرات وباقي المساحات التي يسيطر عليها خارج الحدود الإدارية لمدينة دير الزور، مما يبقي قواتنا بعيدة عن أي مواجهة محتملة مع قوات الأسد والقوات المتحالفة معها”.
وبدأت يوم الجمعة الماضي مواجهات كلامية غير مباشرة بين “قوات سوريا الديمقراطية” من جهة حيث أكد “مجلس دير الزور العسكري” التابع لها أنه لن يسمح لقوات النظام بعبور الفرات، وبين النظام من جهة ثانية إذ أكدت المستشارة الإعلامية لرأس النظام بثينة شعبان أن النظام سيقاتل أي قوة على الأرض لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية بحسب تعبيرها.
وقالت شعبان في مقابلة مع تلفزيون “المنار”: “سواء كانت قوات سوريا الديمقراطية أو داعش أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد سوف نعمل ضدها”.
وتسعى “قوات سوريا الديمقراطية” لبسط سيطرتها على مدينة دير الزور، الغنية بالنفط، بعد أن كانت تخوض معارك ضد “داعش” في الرقة، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتشهد مدينة دير الزور حملتين منفصلتين لطرد “داعش” منها، حيث نجحت قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي من كسر الحصار المفروض على المدينة منذ 3 سنوات، لتواصل معاركها ضد التنظيم، الذي يواجه من جهة أخرى حملة “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي والتي تحاول بدورها منع قوات النظام من السيطرة على المدينة بعد طرد داعش منها.
وقال الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية “رياض درار”: إنه لم توضع أي خطوط حمراء بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام، باستثناء نهر الفرات الفاصل بين الطرفين.
وكان مجلس ديرالزور العسكري التابع لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الجزء الأكبر منها أطلق معركة “عاصفة الجزيرة” في (7 أيلول/سبتمبر الحالي) بهدف السيطرة على الريف الشمالي لدير الزور.
وأشار درار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى للتقدم، وأن يكون لها حاضنة شعبية في مختلف مناطق البلاد بهدف أن تكون هناك قوة عسكرية تدعم القرارات السياسية.
وأضاف أن هناك عملية تفاوض بين المعارضة والنظام بإشراف دولي، إلا أن الطرف الوحيد الذي لم يشارك هو قوات سوريا الديمقراطية، حيث لم تتم دعوتهم لا سياسياً ولا عسكرياً، مؤكداً في الوقت ذاته أنهم قوة عسكرية على الأرض لا يستطيع أحد أن ينفرد برسم خريطة سوريا من دون دعوتهم.
ومن المستبعد أن تقع مواجهة بين النظام وبين قوات سوريا الديمقراطية وإن وقعت فستكون محدودة، والهدف منها تحريك الجمود القائم بين الجانبين ووضع نهاية لحالة اللاحرب واللاسلم بهدف الانخراط في مفاوضات تفضي إلى ترتيبات يرجح أن تكون في إطار حكم ذاتي للأكراد في المنطقة الشرقية.