أطفال سوريون عالقون بين المغرب والجزائر يناشدون الأمم المتحدة
ناشد أطفال سوريون عالقون على الحدود المغربية الجزائرية منذ 18 نيسان/أبريل الماضي، “الأمم المتحدة وكل دول العالم”، إيجاد حل لمعاناتهم التي قاربت على الشهر.
فرغم أنهم في صحراء قاحلة عند الحدود بين البلدين، حيث لا تصل إليهم وسائل الإعلام، إلا أن العالقين استطاعوا توصيل معاناتهم بالصورة والصوت عبر مقاطع فيديو بثت في الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وتوجد مجموعتان من اللاجئين السوريين، تضم 55 فردا، حسب “مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين” في المغرب، بينهم 20 امرأة، 2 منهن في مراحل الحمل الأخيرة، و22 طفلا، منذ 18 أبريل الماضي، عالقون على الحدود الجزائرية المغربية.
العالقون متواجدون في منطقة صحراوية تقع بين مدينتي “بني ونيف” الجزائرية، و”فجيج” المغربية، وهي منطقة حدودية تشبه المناطق العازلة؛ إذ لا يدخل إليها عادة أي طرف من الجانبين.
ويظهر مقطع فيديو نشر على “فيسبوك”، طفلة سورية من العالقين تصيح: “أين حقوق الطفل أين حقوق الإنسان ؟!!!.. كلها راحت ولم يعد لها وجود”.
وتضيف الطفلة التي تبدو وكأنها لا تتجاوز 12 عاما، بكثير من الأسى يظهر على ملامحها ونبرات صوتها، “نناشد الأمم المتحدة وكل الدول الأوربية وأي دولة أن تساعدنا”.
وخلف الطفلة تبدو صحراء جرداء ممتدة انتصبت بها خيم متقاربة، وأطفال ورجال يتحركون بين الخيم.
تشرح الطفلة السورية “نحن مجموعة من الأشخاص السوريين العالقين بين حدود الجزائر والمغرب، في هذه الصحراء، لقد تعبنا هنا كثيرا، فلا المغرب ولا الجزائر تسمحان لنا بالمرور”، وفقاً لتعبيرها.
وتتابع “شاهدوا كيف نعيش في هذه الصحراء وسط العواصف والبرد، وكيف نعيش في الخيام (..) نخاف أن ننام بسبب العقارب والثعابين والصراصير، ونضطر إلى إحراق الشوك للتدفئة من البرد”.
واستطردت “يمكنكم أن تلاحظوا كيف يعيش الأطفال والناس هنا، الكبير قبل الصغير مرضى”.
وبلهجتها السورية تختم “شوفوا لنا حل احنا هنا تعبنا كتير”.
وفي مقطع فيديو آخر يجتمع حوالي 12 طفل تترواح أعمارهم بين سنتين و10 سنوات، وسط الخيام المنتصبة في عمق الصحراء.
كبرى هؤلاء الأطفال تولت شرح معاناتهم، وقد تحشرج صوتها بدموع تأبى أن تسيل، فتقول “ساعدونا نحن هنا لا أحد يريد أن يجد لنا حلا”، مضيفة “نحن هنا فقط 41 شخصا وكل الدول لم تجد لنا حل؟”.
وتتساءل الطفلة السورية “لماذ لم يقبل أحد أن يدخلنا إلى تراب بلده.. حرام عليكم”.
ليختتم مقطع الفيديو بصوت رجل يبدو أنه من كان يقوم بالتصوير، بالقول “حسبي الله ونعم الوكيل”.
وتتبادل المغرب والجزائر الاتهامات عن المسؤولية عن وصول هؤلاء اللاجئون إلى تلك المنطقة والمعاناة التي حلت بهم، إذ تقول الرباط إن هؤلاء الأشخاص عبروا الأراضي الجزائرية قبل محاولة الدخول للمغرب.
بينما تقول الجزائر إنه لاحظت، يوم 19 إبريل الماضي، محاولة السلطات المغربية طرد عدد من هؤلاء اللاجئين قدموا من التراب المغربي نحو التراب الجزائري.
وكان ناشطون مغاربة، بينهم برلمانيون وحقوقيون طالبوا سلطات بلادهم باستقبال السوريين العالقين.
كما وجهت منظمات حقوقية مغربية نداء للتسريع بإنقاذ وإجلاء الحالات المستعجلة (نساء في حالة وضع، والأطفال المرضى والرضع)، وطالبت”بفتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات الإنسانية لفائدة العالقين خصوصا النساء والأطفال في وضعية صعبة”.
وكالة الأناضول