التطورات الأخيرة لمفاوضات أستانة: الروس يعدون الخرائط للمناطق الآمنة والمعارضة تؤكد أنهم يخرقون وقف إطلاق النار

أستانة  ـ راديو الكل

انتهى اليوم الأول من الجولة الرابعة من مفاوضات أستانة أمس دون أن يشهد  جلسة افتتاحية وذلك نتيجة تعليق وفد فصائل المعارضة مشاركته احتجاجا على عدم التزام النظام وداعميه  ومن بينهم روسيا بوقف إطلاق النار . فيما شهدت أروقة الإجتماعات  نشاطات مكثفة لوفد الفصائل المعارضة أبرزها لقاء , رئيس الوفد الأمريكي والمبعوث الأممي ستيفان ديمستورا ووزير خارجية كازاخستان , لكن رغم ذلك فقد أكدت روسيا أنها الجولة الحالية من المفاوضات ستخرج بقرارات جوهرية في تاريخ الأزمة السورية وأنها بدأت بإعداد خرائط للمناطق الآمنة المقترحة وبالتزامن مع جولة استانة التقى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي .

فقد أكد رئيس الوفد الروسي إلى اجتماع أستانا، ألكسندر لافرينتيف، أن الوثيقة المقترحة حول إنشاء مناطق آمنة في سوريا لاتزال قيد الصياغة، مضيفا أن موسكو تضع خرائط لتعزيز وقف إطلاق النار.

وذكر لافرينتيف إن روسيا تبذل جهودا مكثفة لتشجيع التوصل إلى التسوية السلمية السورية ، قائلا “كما تعلمون، يبذل الاتحاد الروسي جهودا مكثفة جدا لتشجيع التوصل إلى تسوية سلمية، ويعمل على وضع خطط مختلفة لتكثيف وقف الأعمال العدائية ولجعل نظام وقف إطلاق النار أكثر فعالية”.

وحمل رئيس الوفد الروسي على المعارضة بسبب اتهاماتها التي وجهتها ضد روسيا بأن طائراتها الحربية قامت بقصف مواقع للثوار في  كل من حمص ودرعا ومناطق آخرى وذلك بالتزامن مع بدء الجولة الجديدة من مفاوضات استانة , وبالتالي تعليقها المشاركة في المفاوضات أمس .

ومن جانبة أكد رئيس أركان الجيش الحر العميد أحمد بري على وقف مشاركة فصائل المعارضة المسلحة في المفاوضات القائمة في العاصمة الكازاخية قائلاً وردتنا معلومات من قادة ميدانيين  في جيش العزة بريف حماه الشمالي لتعرض المنطقة لقصف بالتزامن مع عقد لقاء مع وزير الخارجية الكازاخية بحضور الوفد التركي ما استدعى الإعلان عن تعليق المشاركة على الفور ,

وقال العميد بري إن الطيران الحربي شن عدة غارات جوية استهدفت مدينتي اللطامنة وكفر زيتا وقرية الزلاقيات بريف حماه الشمالي إضافة لغارة استهدفت قرية حمادة عمر التابعة لناحية عقيربات بريف حماه الشرقي.

من جانب آخر كشف مسؤول كبير في القوات الروسية المتواجدة في قاعدة حميميم بريف اللاذقية أن روسيا مصممة على إحداث تقدم في الجولة الحالية من مفاوضات أستانة يؤدي إلى إصدار قرارات حاسمة على حد تعبيره.

وقال ممثل قاعدة حميميم للمصالحة أليكسندر أيفانوف بتصريح صحفي أن محادثات أستانة الجارية ستخرج بقرارات تعتبر جوهرية في تاريخ الأزمة السورية من شأنها وضع حد للصراع الممتد منذ سنوات، مؤكداً أن هذه القرارات ستلقى إجماعا من طرفي الأزمة والأطراف الداعمة وذلك رغم تعليق وفد المعارضة المسلحة مشاركته في المفاوضات.

من جانبه قال المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا بعد اجتماع عقده مع وفد المعارضة  ردا على اسئلة الصحفيين ” أنه تم تحقيق تقدم دون أن يعط تفاصيل أكثر  .

وبعد الاجتماع مع دي ميستورا، واصل وفد المعارضة لقاءاته في مقر انعقاد المفاوضات، وأجرى مشاورات مع الوفد الأمريكي برئاسة ستيوارت جونز، مساعد وزير الخارجية الأمريكي.

من جانب آخر أعلنت روسيا أن الشرطة العسكرية الروسية سوف تقوم بدور المشرف على المناطق الآمنة التي تضمنها المقترح الروسي ، وأكدت أن تواجد هذه الشرطة سوف يكون مؤقت وليس بشكل دائم.

وقال نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، يوري شفيتكين لوكالة “سبوتنيك” حول نشر قوات في المناطق اﻷمنة المقترحة، من بلاده في سوريا ” في حال اتخذ مثل هذا القرار، من دون شك سيحمل صفة مؤقتة، وهنا سيكون من الضروري تقديم ضمانات واضحة من جانب المعارضة لتحقيق التعايش السلمي، وعدم السماح بأي اشتباك مسلح مع وحدات الشرطة العسكرية الروسية، ولكننا نتفهم، أنه إلى جانب المعارضة هناك أيضاً تنظيم الدولة”.

وقال شفيتكين في حديثة للوكالة الروسية إن المناطق الآمنة في حال تم اعتمادها ستحمّل روسيا أعباء جدية

من جهتها، أكدت عدة فصائل ثورية مسلحة بأن وقف إطلاق النار في سوريا، يجب أن يشمل جميع المناطق دون استثناء، مشيرة إلى التزام الفصائل المقاتلة بوقف إطلاق النار، خلافاً للنظام الذي لم تستطع روسيا؛ الدولة الضامنة له، إلزامه بتطبيق بنود اتفاق أنقرة الموقع في 29 كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وقالت الفصائل الثورية المسلحة في بيان مشترك لها ،أمس الأربعاء، بأنه لا يمكن القبول بإيران كطرف راعٍ لأي عملية سياسية، كونها دولة راعية للإرهاب وذات سلوك توسعي، كما شددت بأن على الجانب الروسي وقبل أن يكون طرفاً ضامناً؛ التوقف التام عن استهداف المناطق المحررة والعمل على تطبيق قرارت مجلس الأمن ذات الصلة بوقف التهجير وسياسة الحصار والتجويع.

وأكدت الفصائل التزامها الكامل بالثوابت الثورية الخمسة، التي نصت عليها الوثيقة المشتركة بين المجلس الإسلامي السوري، وباقي قوى وفعاليات الثورة.

ووقع على البيان المشترك “حركة أحرار الشام، وجيش الإسلام، وفيلق الرحمن، والجبهة الشامية، وجيش اليرموك، وجيش إدلب الحر، وجيش النصر”.

من جانب آخر وبالتزامن مع جولة أستانة الرابعة , التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي وبحثا بشكل معمق تطورات القضية السورية

حيث أكد أردوغان أن تركيا ستواصل اللقاءات والحديث عن سوريا طالما استمرت الآلام فيها وقال ” سنواصل البحث عن حل للمشكلة دون أن نسد آذاننا لصرخات الأبرياء.

كما تطرق أردوغان إلى الهجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة خان شيخون السورية الشهر الماضي، قائلا: “هجوم وحشي كهذا ينبغي ألا يمر دون حساب وقد تطابقت وجهة نظرنا مع بوتين بشأن الأهمية البالغة لمعاقبة المسؤولين عنه.

 

من جانبه أكد بوتين أن فكرة إقامة “مناطق آمنة” تتضمن عدم تحليق الطيران الحربي فوق تلك المناطق، شريطة عدم إجراء أي أنشطة عسكرية فيها.

 

وقال إن  “التفاصيل المهنية” لفكرة المناطق الآمنة سيتم تحديدها في سياق اتصالات بين وزارات الدفاع وهيئات الاستخبارات للدول الضامنة للهدنة في سوريا.

كما أكد على إن موسكو وأنقرة متفقتان حول استحالة تسوية القضية السورية إلا بالوسائل السياسية الدبلوماسية. لكنه شددد على ضرورة ضمان وقف إطلاق النار الثابت لتوفير الظروف المواتية للحوار السياسي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى