مدينة “اللاذقية”وحكايتها مع الثورة السورية
أحمد زكريا – راديو الكل
على الرغم من القبضة الأمنية المشدّدة، إلا أن أبناؤها أصرّوا على اللحاق بركب الثورة السورية ، ليشاركوا فيها ويكسروا شوكة النظام وجبروته ، وليكون تاريخ 25/3/2011، شاهداً على خروج أول مظاهرة في مدينة اللاذقية، نصرةً لمدينة درعا ولغيرها من المدن الثائرة.
الناشط الاعلامي “عمار ابراهيم” تحدث عن ذكرى انطلاقة الثورة في مدينة اللاذقية بالقول:” إن البدايات كانت بمظاهرة صغيرة ، خرجت من أحد مساجد المدينة، وبهتافات غاضبة، تندد بما تشهده مدينة درعا ، من ممارسات ارتكبتها قوات النظام بحق أطفالها، وهنا كانت بداية الحكاية”.
ويضيف “ابراهيم” أنه وبعد أسبوع واحد فقط من خروج أول مظاهرة ، بدأت الناس بالنزول إلى الشوارع ، من خلال مظاهرات مسائية ، وأحياناً تكون المظاهرات سريعة وخاطفة ، على الرغم من حالة الحصار الأمني الذي سارعت قوات النظام بفرضه، تحسباً لأي شرارة محتملة.
وكانت أحياء “الرمل الجنوبي ، والطابيات ، والصليبة ، وبستان السمكة، وحي السجن ، من أبرز الأحياء التي ثارت وانتفضت منذ البدايات في وجه النظام، فنالت ما نالته من بطشه واجرامه، بحسب “ابراهيم”.
وشهدت مدينة اللاذقية ، خروج أكبر مظاهرة انطلقت من تلك الأحياء الثائرة، حيث وصل أعداد المتظاهرين وقتها إلى حدود 40 ألف متظاهر ، لتتخذ تلك الحشود الغفيرة من “شارع القوتلي” الشهير ، نقطة انطلاق لها،
والتي تمكنت من الوصول إلى حي “الشيخ ضاهر” ، مكان تواجد تمثال الأسد الأب “حافظ”، قوبلت بإطلاق الرصاص من قبل قوات أمن النظام.
وكانت أول مجزرة ارتكبتها قوات النظام ، في “مشروع الصليبة” عند “بن العلبي”، بعد أن داهمت قوات النظام بعشرات السيارات ، إحدى التظاهرات ، وقامت بإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين ، لتوقع عدداً كبيراً من الضحايا والجرحى بين صفوفهم ، وسط عدم التمكن من معرفة الحصيلة ، بسبب التعتيم الاعلامي من قبل النظام عليها.
ويتابع الناشط الإعلامي “عمار ابراهيم” قائلاً:” إنه وبعد مجزرة “بن العلبي”، خرجت جميع الأحياء داخل المدينة ، في مظاهرات تطالب بإسقاط النظام ، إلا أنها شهدت دخول أشخاص كانوا عملاء النظام، وبدأوا بتأجيج وتحريض روح الطائفية ، بين أهالي الأحياء الثائرة”.
ومع تسارع الأحداث في مدينة اللاذقية ، يقول “ابراهيم” :” إن حي “الرمل الجنوبي” كان من أكثر الأحياء التي طالها بطش النظام ، لتقوم قواته بقصف الحي من الأرض والبحر والجو، ومداهمته بمئات العناصر المدججة بالسلاح ، لترتكب الكثير من الانتهاكات بحق سكان هذا الحي الثائر، ليتحول بعدها إلى منطقة عسكرية محاصرة من قبل حواجز النظام.
وختم “ابراهيم” حديثه بالقول:” إن النظام وعلى الرغم من إخماده للثورة في مختلف الأحياء الثائرة في مدينة اللاذقية ، إلا أن روح الثورة ماتزال موجودة ولن يستطيع إخمادها من قلوب الشباب الثائر “، مطالباً في الوقت ذاته الجميع ، بضرورة الاستمرار بالثورة ومطالبها، التي خرج الشعب السوري الحر ينادي بها ، منذ الأيام الأولى لانطلاقتها.