طبيبان وممرّض سوريون: تعرّضنا لضغوط من قبل النظام السابق لإنكار هجوم الكيميائي على دوما

أكد طبيبان وممرّض سوريون من مدينة دوما في ريف دمشق أنّهم تعرّضوا لضغوط من قبل النظام السابق في 7 نيسان 2018، بعد إسعافهم عشرات المصابين جرّاء هجوم شنّته قوات النظام بالسلاح الكيميائي على المدينة.

وتحدثوا في مقابلات حصرية مع وكالة “فرانس برس” الفرنسية عن تعرّضهم لضغوط من قبل النظام لإنكار معاينتهم أعراضًا تؤشّر إلى قصف بسلاح كيميائي.

وقال الطبيب المتخصص في جراحة العظام محمد ممتاز الحنش، الذي كان يعمل في مستشفى ميداني بدوما أثناء الهجوم: “أُبلغت بأنّه يتوجّب عليّ الخروج ومقابلة الجهات الأمنية في دمشق، وأنّها تعلم بمكان وجود أهلي في دمشق”.

وأضاف الحنش: “ذهبنا، فريق من الأطباء الموجودين في المستشفى، إلى مبنى الأمن الوطني وقابلنا محقّقًا، وحاولنا قدر المستطاع إعطاء إجابات عامة. سُئلت مثلًا عمّا حدث في ذلك اليوم، وأين كنت، وماذا شاهدت، وماذا عن الناس الذين تعرّضوا للاختناق؟ حاولنا أن نجيبهم بأجوبة غير موجّهة. فأخبرتهم أنّني في قسم الجراحة، والمصاب بالكيماوي لا يُنقل إلى قسم العمليات”.

وأوضح الحنش: “أخبروني أنهم يعرفون مكان عائلتي، مما أجبرني على الإدلاء بشهادات مزيفة أمام المحققين”.

وقد طُرحت الأسئلة نفسها على طبيب الطوارئ والعناية المشددة حسان عبد المجيد عيون، الذي قال: “حين دخلت إلى المحقق كان مسدّسه على الطاولة وموجّهًا نحوي. قال لي: الحمد لله على سلامتك وسلامة أهلك وسلامة مئة ألف شخص لا نريدهم في دوما”.

بدوره، خضع موفق نسرين، الذي كان حينها مسعفًا وممرّضًا، للاستجواب بعدما ظهر في تسجيل فيديو يربّت على ظهر فتاة مبلّلة جُرّدت من ملابسها لإخراج البلغم من قصبتها الهوائية جرّاء تنشّق غاز سام.

وقال موفق: “كنت تحت الضغط لأنّ عائلتي في دوما، مثل معظم عائلات الكادر الطبي. أخبرونا أنّ أيّ هجوم كيميائي لم يقع، وأنّهم يريدون أن ننهي هذه القصة وننكرها لتفتح دوما صفحة جديدة من دون مداهمات واعتقالات تستهدف سكّانها”.

وكشف العاملون الطبيون أنه طُلب منهم تكرار شهاداتهم أمام الكاميرات، حيث تم تحرير التسجيلات لاحقًا لتخدم وجهة نظر نظام الأسد، فيما بثّ تلفزيون النظام لقطات تظهر شهاداتهم المزيفة، في محاولة لدحض الأدلة المتداولة على وقوع الهجوم.

وبعد الضغوط المحلية، نُقل الأطباء والممرضون إلى لاهاي عبر موسكو للإدلاء بشهاداتهم أمام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلا أن سلطات نظام الأسد سجلت المقابلات وحاولت توجيه الإجابات.

فرانس برس – راديو وتلفزيون الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى