نساء نازحات في إدلب يبعن مؤنهن الشتوية لكسب الرزق
إحدى النساء بإدلب تؤكد أنها تضطر أحياناً لخفض أسعار بعض المؤن للنصف تقريباً لتتمكن من بيعها
وصل الحال بروضة الأحمد نازحة ببنش شمالي إدلب، لتبيع مؤن منزلها التي بالكاد استطاعت تحمل تكاليف إعدادها بالصيف، من أجل شراء مستلزمات أطفالها من تدفئة وطعام وغيرها بالشتاء، في وقتٍ تشهد فيه كافة السلع ارتفاعاً كبيراً.
وكانت روضة قد حضرت أنواع من المؤن في الصيف كالمربيات والملوخية والمكدوس وغيرها، ولم يخطر في بالها أنها ستضطر لبيعها في الشتاء لكسب الدخل، مطالبة عبر راديو الكل، بخفض الأسعار.
وتعدد أمل الهزاع نازحة في معرة مصرين عبر أثير راديو الكل، أسعار بعض المؤن التي أجبرت على بيعها هذا الشتاء بسبب وضعها المادي المتردي، إذ تبيع كيلو الملوخية بـ 70 ليرة تركية والنعناع بـ 60 ليرة، ودبس الفليفلة الحمراء بـ 45 ليرة.
وتلفت الهزاع إلى أنها تضطر في بعض الأحيان لخفض أسعار بعض المؤن للنصف تقريباً لتتمكن من بيعها وتوفير الدخل بثمنها من أجل شراء حاجات أخرى أكثر أهمية.
والنساء العاملات هم الشريحة الأكبر اللواتي يقبلن على شراء المؤن في الشتاء بالرغم من ارتفاع أسعارها، بحسب ما بينت سوسن خلدون نازحة في كللي لراديو الكل، والتي تنوه بأنها تعمل لساعات طويلة ولا يتسنى لها إعداد المؤن في الصيف حيث إنها بالكاد تستطيع العناية بأطفالها بعد العودة من العمل.
منى ميسر من مدينة إدلب تؤكد لراديو الكل، أنها تشتري المؤن أيضاً كونها موظفة ولا يوجد لديها مساحة في منزلها تساعدها على تحضيرها بالصيف، لافتة إلى أن الأسعار غير مناسبة.
وليست المؤن فحسب التي تضطر العوائل وخاصة النساء لمقايضتها في سبيل كسب الدخل، بل حتى المخصصات والقسائم الغذائية، بحسب عبد السلام اليوسف مدير مخيم أهل التح في باتنتة.
ويؤكد اليوسف لراديو الكل، أن معظم النساء في المخيم يجبرن على بيع ما يحصلن عليه من مساعدات وبأسعار متدنية جداً لاستبدالها باحتياجات أخرى مثل الألبسة والأدوية ومواد التدفئة وغيرها.
والنساء في إدلب من أكثر الفئات تضرراً من الحرب، حيث باتت الكثيرات على حين غرة معيلات لعائلات بأكملها، وأجبرن على العمل وتحمل كل الصعوبات والعيش بظروف قاسية تتمثل بالفقر والحاجة والنزوح.
وليس في يد روضة حيلة سوى البحث في منزلها عما تبقى من ممتلكات وحاجات من الممكن الاستغناء عنها رغم ضرورتها، من أجل بيعها وتوفير الطعام لأطفالها.