حراك دبلوماسي إقليمي قبيل زيارة بايدن .. هل يحشد الخليج لتحالف على غرار الناتو؟
حراك دبلوماسي إقليمي ولقاءات وتصريحات لزعماء المنطقة تبدو أنها ترتيبات تستبق زيارة الرئيس الأمريكي الى السعودية واجتماعه بقادة المنطقة والهدف كما يبدو إعادة التنسيق معهم في ضوء صراع الغرب مع روسيا على خلفية غزو أوكرانيا.
وعربيا برز العامل الإيراني ملفا يحتل أولوية لدى زعماء المنطقة العرب يرجح أن يكون تمهيدا لاجتماعهم مع الرئيس الأمريكي إذ ظهر بهذا الإطار تصريح لافت للملك الأردني حول دعم تشكيل حلف عسكري في المنطقة على غرار الناتو.
لقاءات متعددة
تشهد العواصم الإقليمية تحركات دبلوماسية مكثفة قبيل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتصف الشهر القادم للسعودية ولقائه زعماء عرب.
فمن جولة محمد بن سلمان ولي العهد السعودي التي شملت مصر الأردن تركيا إلى زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني للامارات وزيارة أمير قطر إلى مصر والجزائر و الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم إلى عُمان ورئيس الوزراء العراقي إلى السعودية وإيران.
تحالف على غرار الناتو
مارشح من أحد عناوين الحراك هو ماجاء على لسان الملك الأردني في حديث لشبكة سي إن بي سي ونقلته قناة المملكة حول دعم تشكيل تحالف في المنطقة على غرار حلف شمال الأطلسي ناتو، وتأكيده أن الولايات المتحدة ستنخرط بقضايا المنطقة أكثر بعد الغزو الروسي لإوكرانيا..
الأهداف المحددة التي تحدث عنها الملك عبد الله يرجح أن تكون دفاعية لوقف تمدد إيران وإقامة ترتيبات في المناطق الساخنة وبينها سوريا، وقد تتضمن إشراف التحالف المقترح على شمالي وشرقي سوريا، ولا سيما أن تركيا دعت في أيار الماضي الناتو إلى المساهمة في إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري.
حراك لتنسيق المواقف
ورأى الكاتب والمحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي من الواضح أن الحراك الإقليمي هو لترتيب الأولويات وتنسيق المواقف ورص الصفوف قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منتضف الشهر المقبل إلى السعودية.
وأضاف أن السعودية أرادت أن تعد ملفات الزيارة بنفسها، لا أن تنتظر الولايات المتحدة لتتحدث بملفاتها، ولا سيما أن واشنطن ابتعدت عن المنطقة واكتفت بالملف النووي الإيراني.
وقال آل عاتي إن دول المنطقة تتجه إلى تبريد خلافاتها، والسعودية أخذت زمام المبادرة وتتفاوض مع إيران ما يعني أنها تريد استقبال الرئيس الأمريكي بعد تدميج خلافاتها مع دول المنطقة ومن بينها إيران وتركيا.
وأضاف أن إسرائيل والغرب وبينهم الولايات المتحدة يريدون جر المنطقة إلى حافة الهاوية كما حال إيران ونقل المعركة من أوروبا إلى المنطقة والخليج خصوصا لتخفيف الضغط عن الغرب الذي يعاني اقتصاديا الآن بسبب غزو روسيا لأوكرانيا.
وقال آل عاتي إن دول الخليج تعبت كثيرا من التحالفات والاستقطابات مشيرا إلى أن اتفاقية التعاون المشترك بين دول الخليج تكفي إذ أن أي تحالف جيد من شأنه أن يثقل على كاهل السعودية ولا سيما أنها تريد إقامة علاقات متوازنة مع كل الدول.
وأضاف أنه لا يوجد تحالف دون السعودية ولكن وفقا لمصالحها الوطنية، ويجب أن يكون للتحالف المقترح استراتيجية عمل واضحة أما إذا كان هدفه إدخال إسرائيل في المنطقة فإن السعودية ترفضه.
التحالف ليس في مصلحة المنطقة
وقال الأكاديمي د. فايز قنطار أن التحالف الذي تحدث عنه الملك الأردني ليس في مصلحة دول الشرق الأوسط في هذا المرحلة، وهناك خشية من يكون هدفه تعويم إسرائيل.
وأضاف أن هناك طواطؤ دولي إزاء تمدد إيران في أربع دول عربية، والغرب الآن مهتم بالغزو الروسي لأوكرانيا والقضية السورية تأتي ضمن اهتمام ثانوي.
وقال إن الولايات المتحدة استخدمت إيران لمصالحها بحيث تم تدمير العراق وسوريا، وأنجزت المهمة الآن، وتعمل على تحجيم دورها وليس إنهائه، وهو يتناقض مع القضية السورية.
وأضاف د. قنطار أن الفعل السوري في كل ما يجري غائب للأسف بسبب التجاهل والتخاذل الدولي، في وقت تدخل المنطقة في تغييرات كبرى.