التجنيد الإحتياطي… شبح يؤرق الشباب السوري
نتيجة للخسائر الكبيرة من الناحية البشرية التي مُني بها جيش نظام الأسد في معرض مواجهته للشعب الثائر، وهي خسائر لم تستطع أي جهة احصائها و ذلك للسرية التامة التي يحيطها النظام بهذه الأرقام. وبهذا الصدد قام بتفعيل المرسوم التشريعي الذي أصدره النظام بتاريخ 2011 للتعبئة العامة ، وبموجبه يتم سحب الشبان الذين تتراوح أعمارهم الثامنة عشرو الاثنين و الأربعين سنة إلى الخدمة الإلزامية لمن تخلف منهم عنها و للإحتياط لمن كان قد سبق و أدى خدمته العسكرية. فلم يفرق النظام ممثلا بعناصره المنتشرة على الحواجز كما أخبرنا من حمص الناشط ميسرة حيلاوي، بين موالي أو مؤيد، بين من قام بتأجيل لإتمام دراسته الجامعية او لأسباب أخرى، او من حصل على خدمات ثابتة، أو حتى لمن دفع بديلا نقديا مقابل الاعفاء من خدمته الإلزامية، كل ذلك أدى إلى هروب الشباب فمنهم من سافر خارج البلاد، و منهم من تخلف عن دراسته و منهم من اكتفى بالبقاء داخل المناطق المحررة فلا يخرج منها أبداً وفي بعض المناطق يقوم النظام بإرسال تبلغيات للمطلوبين عسكريا من خلال مختار الحي، وهي حالة نادرة، وفي مناطق أخرى و هي الأكثر لا يتم تبليغهم إنما يتم سحب المطلوبين من على الحواجز او مداهمة منازلهم أو حتى سكنهم الجامعي كما حصل في حمص و حماه، وقد يلجأ إلى طرق ملتوية للإيقاع بالشباب في قبضته كي يقوموا بسحبهم إلى الثكنات العسكرية، ومنها الإعلان عن وظائف شاغرة، أو يقومون بالاتصال بالأهل بوجود شكوى على الشاب من أحد جيرانه ، فيذهب الشاب ثم لا يرجع. قد يستطيع المطلوب التملص من السحب للخدمة الإلزامية او الإحتياطية كما أخبرنا من حمص الناشط ميسرة الحيلاوي و ذلك من خلال دفع مبالغ مالية ضخمة للحاجز او من الممكن مقابل مبالغ المالية التحكم بالمنطقة التي سيتم السحب إليها فيذهب المطلوب إلى منطقة غير مشتعلة، أما من لا يملك المال فسيذهب حتما إلى الجبهات المشتعلة و التي قد تكون منطقته أصلا، و في حالات كثيرة يتم وضع الشبان الذين يتم سحبهم من المناطق المحررة أثناء خروجهم من المنطقة لأمر ما، على جبهة تلك المنطقة. رفض الذهاب إلى الخدمة الإلزامية و الإحتياطية لم تتوقف عند المناطق التي عُرفت بأنها ضد النظام، و إنما أيضا في مناطق تُعرف بأنها موالية له إذ أن فقرائهم يسحبون للقتال أما أغنيائهم يتم تجنيدهم في قوات الدفاع الوطني فيبقون في مناطقهم. الجيش حامي حدود الوطن و ترابه، هو ذاته الجيش الذي زجه نظام الأسد في حربه على شعبه الثائر، حربا افقدته كل شيئ، بدءا بشرعيته وانتهاء بجيشه .